لماذا حصل الإضراب الكارثة ؟

أحمد الغيلوفي
لأنه ببساطة الشاهد والباجي في حرب: اللقاء الذي جمع في قرطاج كل من الشاهد والطبوبي والباجي كان الأخير يريد من ورائه تفادي الإضراب والتوسط بين الإتحاد والقصبة، ليس حبا في البلاد وإنما ليقول للشاهد “أنا من ينقذك، أنت تحتاجني” وبالتالي مركز السلطة هو قرطاج.
فهم الشاهد ذلك وتعنت في المفاوضات مع الإتحاد حتى لا يعطي فرصة للباجي بأن يظهر بمظهر القوة. ما قاله الباجي في باردو عمق المسألة: التذكير بالخميس الأسود هو تهديد للشاهد: إذا حدث الإضراب فأنت تتحمل مسؤولية الكارثة. هذا ما جعل الشاهد يهرب إلى الأمام. الباجي يريد أن يضرب الشاهد بالإضراب أو يجبره على الإعتراف بسلطته. الشاهد لا يريد الإعتراف بذلك لكي لا يظهر بمظهر المُنصاع ولا يُريد أن يمنح فرصة للباجي لإظهار سلطته، فذهبوا جميعا بنا إلى الكارثة: الأموال التي سوف نخسرها أكثر بكثير من الزيادات.
النهضة؟ عركتها مع الإتحاد نفس عركة الشاهد: يريدون وضع حد لتدخله في السياسة وتوريطه في إضراب عام ليظهر بمظهر الـ”المخرب” الذي يدفع بالبلاد إلى الإفلاس والإقتراض.
مازلنا ندفع فاتورة الصراعات التافهة واللاوطنية.