مهدي مبروك
عبث
حين يتحول رئيس الجمهورية السيد الباجي قائد السبسي المنتخب إنتخابا مباشرا والذي منحه الدستور صلاحيات مهمة إلى زعيم معارضة،
يؤلب الشعب على الحكومة ويستنهض الهمم لإنجاح الإضراب العام ويبدي استيائه مما غدا عليه أمر الدينار والقدرة الشرائية ويتحول “الحزب الحاكم” الذي أسسه إلى حزب “معارض” وهو الذي عين ثلاث من منتسبيه في مناصب رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة فأعلم ان ثمة علة ما… لا تسكن هذه العلة في الدستور أو القانون الانتتخابي أو النظام الداخلي لمجلس النواب إنما في القيم والضمير لدى الساسة: قليلا من النزاهة وتحمل المسؤولية وإلا تواصل ترذيل الساسة والسياسيين. هذه قواعد أخلاقية هي فوق القانون وهي قواعد لعب ضمنية يفترض احترامها وإلا غدا التنافس الانتخابي والانتخابات لا معنى لهما وهي التي تنهض في جزء منها على مكافأة الناجحين سياسيا ومعاقبة الفاشلين… في الحالة هذه التي يدفع بها رئيس الجمهورية وحزب النداء يبرز جليا هذا التفصي من المسؤولية. بل يصبح السؤال العبثي: من حكمنا خلال الأربع سنوات المنقضية ؟