الثلاثاء 1 أبريل 2025
الطيب الجوادي
الطيب الجوادي

الإتحاد والإضراب العام والحسابات الخاطئة

الطيب الجوادي
مازال الرفاق في اتحاد الشغل يتوهمون أنّ الإضراب العام يوجع الحكومة ويربكها ويدفعها للجلوس على طاولة المفاوضات وتقديم التنازلات.
قبل أسابيع قليلة أمرت أحد تلاميذي المشاغبين أن يغادر القسم مطرودا بسبب التشويش فأسرع يجمع أغراضه ليترك القاعة وكأنه كان ينتظر الطرد، فطلبت منه أن يعود لمكانه مدّعيا أنني أريد أن أمنحه فرصة ثانية فما كان منه إلاّ أن صفعني بجواب تركني مسمّرا في مكاني “لا سيدي أنت طردتني طردتني، أكاهو باش نخرج !”، أمسكته من ميدعته وأعدته لمكانه وجلست إلى مكتبي مفكرا مستغربا “تلاميذ اليوم لم يعودوا يخافون أولياءهم والطرد يمثل بالنسبة إليهم فرصة للذهاب للمقهى والترفيه عن النفس، عليّ إذن ألا أعتمد العقوبات التقليدية لدفع التلاميذ للانضاط”.
ولكنّ الرفاق لا يتعلمون، هم يعتقدون دائما أن طرق الاحتجاج التي تم اعتمادها زمن الثورة البلشفية مازالت صالحة اليوم مع حكومات ما بعد الثورة !
في زمن انهارت فيه الدولة تماما ! ولم يعد الحكام معنيين بغير النجاح في الانتخابات، ولا يخدمهم شيء أفضل من الإضراب العام الذي يجعل منهم أبطالا لدى الكثيرين ممن فقع النقابيون أكبادهم بصلفهم وتعنتهم وتصرفهم وكأنهم أكبر من الدولة ومن القانون!
الشاهد بعدم خضوعه للإتحاد، وعدم إكتراثه بالإضراب العام يوجه صفعة موجعة للاتحاد الذي اصطف خلف السبسي وطالب باستقالة الحكومة، وهو بذلك يقلم أظافره للأبد ويجعله أشبه بأسد عجوز تبول عليه الثعالب،
الشعب هو الخاسر الوحيد، إذ يجد نفسه على حافة المجاعة، في حين ينشغل الفاعلون جميعا بلعبة السياسة، مما ينذر بثورة عارمة لا تبقي ولا تذر.
وربك الستار.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

الطيب الجوادي

لن تكون أبدا في حاجة إلى عقل

الطيب الجوادي  كان على هنيّة أن تفكّ اللغز الي أقضّ مضجعها منذ ولادتي: لماذا كنت …

الطيب الجوادي

قبل يومين من عيد الفطر، تبدأ رائحة المقروض “تفحفح”!

الطيب الجوادي  وتنهمك كل العائلات في ريفنا الكافي البعيد في إعداده، فلا تمر ببيت من …

اترك تعليق