ثورة تونس صامدة

إسماعيل بوسروال
تحتفل اليوم 14 جانفي 2019 جماهير الشعب التونسي بالذكرى الثامنة للثورة التونسية التي سماها المجلس الوطني التأسيسي بصفة رسمية في توطئة دستور الجمهورية الثانية (ثورة الحرية والكرامة 17 ديسمبر / 14 جانفي).
أي أنه لخص أهداف الثورة وهي أولا: الحرية بمعناها المطلق، حرية سياسية وحريات عامة وفردية في ظل القانون، ثانيا: الكرامة الإنسانية في نفس الدرجة مع الحرية وتتجسد الكرامة في حق التونسي في حياة كريمة تتوفر فيها الحاجات الضرورية الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن وكذلك كل ما يضمن قيمة الإنسان ويرفع من شأنه وهي الخدمات الإجتماعية والإقتصادية ومنها خاصة الأمن والصحة والتعليم والنقل وهي لا تتوفر بسهولة إلا من خلال منظومة متكاملة.
إن أفق نجاح الثورة التونسية -بعد ثماني سنوات- مرتهن بمدى صمود (الشعب التونسي) في وجه القوى المضادة للثورة وهي أخطبوط متعدد الأجنحة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي والتي تراهن على “أحداث غضب” بسبب الأوضاع المعيشية.
ولا يخفى على المتتبعين للتطورات السياسية أن أطرافا من المنظومة القديمة تعمل جاهدة لاستخدام النقابات دروعا في الثورة المضادة للعودة إلى النقطة صفر أي إلى 13 جانفي 2011.
تبدو الثورة صامدة بفضل ذكاء الشعب التونسي وقيادات تاريخية وقفت في وجه الإستبداد وحافظت على شعلة الحرية حية من جيل إلى جيل.

Exit mobile version