أبناء 14 جانفي..
محمد ضيف الله
من كانوا في العاشرة يومها، يحق لهم التصويت اليوم. هذا هو التغيير العميق. لم يعرفوا الشعب الدستورية ولا الإهانة من بوليس بن علي ولا الخطاب الخشبي لقناة 7 ولا قبل ذلك توجيهات الرئيس. هم وكل من هم دونهم ومن أكبر منهم قليلا هو المستقبل.
وأما الذين رأيتهم يرددون اليوم في شارع بورقيبة شعارات بالية ومبتذلة، فسيتجاوزهم التاريخ قريبا. المسألة مسألة وقت. الثورة قامت على التجمع “جلاد الشعب” وعلى من كان لهم نفس التكوين والثقافة والعقلية السياسية، كان هؤلاء مثل التجمع يعتبرون أنهم هم الحقيقة المطلقة وغيرهم الشيطان الرجيم، وأنهم المواطنون الصالحون وغيرهم غير مواطنين حتى. هؤلاء الزمن كفيل بتهميشهم، سيحاصرهم من كانوا أطفالا يوم 14 جانفي.
هناك شبه إجماع حول أن الحرية هي أكبر مكسب تحقق بعد 14 جانفي. نعم. حرية للجميع، بما في ذلك للذين يسبّون الثورة، ولمن قامت ضدّهم.
إلا أن المكسب الأكبر عندي هو أنها كشفت عن حقيقة الكثيرين ممّن كنا نحمل عنهم صورة إيجابية كمناضلين أو حقوقيين أو أصحاب مبادئ وقيم. فإذا بنا نكتشفهم على حقيقتهم.
نعم بعد الثورة خير.