تدوينات تونسية

الثورة وأبناء "القديمة"

أحمد الغيلوفي
“ليست ثورة” و”ما يسمى بالثورة” هي كلمات يرددها صنفان من البشر:
البُلهاء والطفيليون الذي يتصورون الثورات “عِجّة” سريعه الطبخ سريعه الأكل. هؤلاء حالما يرون عمليات تخريبها مثل سيل الشيوخ الذين بعثتهم الاستخبارات الخليجية أو عمليات القتل والاغتيالات يرتدون على أعقابهم شاتمين الثورة آسفين على ما قبلها. عجزهم عن مُجاراة مقتضياتها الجديدة (الإنتصار في الإنتخابات وفوز منافسيهم الايديولوجيين) يجعلهم على وعي حاد بمحدودية وزنهم فيخيرون عودة النظام القديم والعيش في ظله مع امتيازات “المناضلين” و”المعارضين”.
 أبناء “القديمة” الذين كانوا يتمعشون من التصفيق والقوادة وتحصلوا على مواقع وامتيازات أو كانوا يمنون النفس بالتدرج في سلم القوادة إلى أن “يصلوا”. هؤلاء تقطعت بهم الأسباب وقطعت عليهم الثورة مسيرة التصفيق وبخٌرت أمانيهم فحقدوا عليها.
الذين يؤمنون بها يعلمون أنها مسار طويل ويعرفون أن الثورات،كل الثورات عبر التاريخ، لم تنتصر قط بالضربة القاضية: تبدأ بكسر حاجز الخوف في قلوب الناس ثم تبقى تصارع النظام القديم والإكراهات الخارجية وكل عمليات تخريبها إلى أن تنتشر روحها في الجميع -بما فيهم أبناء القديمة- وتفرض قيمها (حتى التجمعيين أصبحوا لا يقبلون التوريث وينادون بالديمقراطية) حينها تنتصر. وهذا يحتاج وقتا. الجيل الذي شارك فيها لن يأكل ثمارها عليه أن يعمل على إنجاحها فقط.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock