كيف لي أن أكتب إليك سيدي وأنت في بلد العاربة تتلقى القصف من المستعربة.. هل أكتب عنك أم إليك أم إلى اليمن وإليها.. مهد الضاد وأم عدنان و قحطان وكل ذاك المجد الذي جلل جبين التاريخ بالغار وخده بالجلنار.. إذا سلبك النفط حذاءك فقد حولته اللحظة إلى راجمة في وجه الذين قصفوك.. أنت اليماني الذي بشرت به النبوءات يزهر بين الجروح و النتوءات… لا تملك رصاصة غدر ملوثة بالمازوط الأسود، ولا بندقية محشوة بالفستق.. طبشورة بيضاء تمسكها وتصوبها بوجه عورة التاريخ، ذلك التاريخ الذي جعل العاقين يرجمون أمهم اليمن.. و هل ترجم الأم يا بني أمي.
أنا مثلك يا أخي.. أحب عروبتي ولم استح من نسبي.. لازلت أخترق التاريخ وانتسب لأهل الرسالة ولا أخجل.. انتسب للصعاليك العظام ولا أخجل.. وكعنترة العبسي لم استمريء الذل ولم أمل أو انحني.
لم يمنعني أربعون ألفا من أحفاد أبي رغال أن أحيا وأقاوم… وكنت حافيا مثلك تماما في مرات عديدة.. أجدادي الذين غادروا ذلك التراب الذي تقف أنت الآن عليه، وانتشروا في الأرض ينثرون الورد والشعر… لم يفعلوا شيئا يخجلني.. لم يبيدوا أقواما ليحلوا محلهم رغم كل الزيف المنبعث من غرف التزوير المظلمة.. وقفتك الراسخة الحافية المعانقة للتراب، تبعث في روحا جديدة لانبعاث جديد، لأمة أقوى من الموت ومن النفط ومن الفستق.
أعلم أنك لازلت تحمل روح طرفة الذي عناك بقوله:
إذا القوم صاحوا من فتى ؟
خلت أنني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد.
كل الإحترام والاجلال سيدي…
قبل أن تعشق حذاء لماعا… ترتاد به مكاتب البحة الصوتية في شاشات النضالات المخملية.
كلام موصول من مواطن مجهول لنبي مجهول في أرض العروبة. دمتم