جنسانيّة الثّورة !

سامي براهم
حوار طريف في مقهى شعبي يحلّل زواج مغني الرّاب من ابنة المخلوع بمناسبة ظهوره في لحظة توهّج ثوري يدعو لخلع الرّئيس الأسبق ومحاكمة أصهاره وزوج ابنته،
الطّريف في الحوار هو التّفسير الجنسي لسلوك هذا الرّابور، حيث اعتبر المتحاورون بالإجماع أنّ الرّابور حقّق أهداف الثّورة بامتياز لأنّ الزّواج باعتباره نكاحا أي علاقة بين ناكح ومنكوح أو فاعل ومفعول به هو تجسيد لانتصار رمزيّ على المنظومة القديمة لم يتمكّن أحد من تحقيقه في البلد بكلّ معارضيه ومناضليه،
طريقة عجيبة في التّفسير الجنسيّ للتاريخ ترى الواقع قائما على علاقة بين راكب ومركوب بالمعنى الإيروتيكي للصّورة، وتعتبر أنّ الوضعيّة الرّاهنة في البلد لن تتغيّر بشكل جوهريّ إلّا بتحوّل المركوب إلى راكب وعدم إحناء ظهره من جديد ليكون ركوبة للرّاكبين !!!
بقطع النّظر عن هذا التّحليل الحرفي المشبع بالمعاني الشبقيّة للواقع السياسي، فإنّ ما يمكن الاحتفاظ به هو أوّلا ما بدا عليه المخلوع وعائلته في نظر فئات واسعة من ترد ومهانة بعد سنوات البذخ والسّطوة والبطر والطّغيان، وثانيا الثّورة في الضّمير العامّ هي الفحولة والرّجولة مقابل الدّياثة والعجز والعقم، لذلك يقسّمون الفاعلين في الشّأن العامّ إلى رجال وأشباه رجال…

Exit mobile version