محمد المغزاوي
نتائج الإنتخابات الرئاسية بالكونغو الديمقراطية هل هو فوز للديمقراطية أم ولادة جيل جديد من الديكتاتورية ؟
في وقت متأخر من ليلة البارحة صرحت الهيأة المستقلة للانتخابات بالكونغو الديمقراطية عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 30 ديسمبر المنصرم. إذ تم الإعلان عن فوز أحد مرشحي المعارضة بالرئاسة وهو فيلكس تشسكدي ليخلف جوزاف كابلا الموجود في الحكم منذ 2001 ولم يترشح للانتخابات بحكم الدستور رغم تعمده تأخير الانتخابات عن موعدها القانوني لمدة عامين كاملين.
ظاهر الأشياء هنا يعلن عن تداول سلمي على السلطة وعن سلوك ديمقراطي يظهر إحترام الدستور ولو متأخرا وذلك بعدم ترشح الرئيس الحالي لعهدة أخرى. والتخوف الطبيعي الذي كان يخشاه المراقبون هو أن يفرض جوزاف كابلا مرشحه ومرشح حزبه لهذه الانتخابات السيد امانوال رمزاني، كما كنا نتوقع أن تتوحد المعارضة إذا ما فاز أحد مرشحيها لمواجهة ألاعيب الحزب الحاكم الممسك بمفاصل وخلايا الدولة الجذعية.
ولكن الذي حصل هو أن المرشح الثاني للمعارضة السيد مارتان فايلو هو الذي رفض نتائج الانتخابات إذ صرح على أمواج إذاعة فرنسا الدولية أن البلاد قد تعرضت لانقلاب إنتخابي. كما أعلن أن فلكس تشستكدي الفائز المزعوم حسب تعبيره قد عقد صفقة مع جوزاف كابلا يساعده فيها على الفوز عن طريق التدليس مقابل تقاسم السلطة بعد إقصاء الفائز الحقيقي.
فرنسا بدورها شككت في مصداقية النتائج على لسان الناطق باسم وزارة خارجيتها.
المراقبون يعدون ما يجري اليوم في الكونغو صورة للصراع القائم في أفريقيا بين النفوذ الفرنسي الآفل والنفوذ الصيني الصاعد. فهل الكنغو وأفريقيا عموما تنتقل اليوم من الدكتاتورية إلى الديمقراطية أم من ديكتاتورية إلى ديكتاتورية جديدة ومن استعمار إلى استعمار آخر.
المهم علينا أن ننتبه إلى السيناريوهات المستحدثة للتلاعب الانتخابي، لا فقط خلال انتخاباتنا القادمة ولكن أيضا خلال الإنتخابات الفارطة وطريقة الحكم الحالية في بلادنا.
