أولياء التلاميذ وإضرابات نقابة التعليم

محمد ضيف الله
بعد أن ضاع امتحان الثلاثي الأول،
والتهديد بعدم إجراء امتحان الثلاثي الثاني،
ما الذي يمنعهم من اتخاذ قرار ثالث بعد شهرين آخرين بعدم إجراء امتحان الثلاثي الثالث؟
هل أن مساندتنا للأساتذة تخوّل لنقابتهم اتخاذ هكذا قرار عوضا عنا؟
في أمر يهمّ تكوين أبنائنا، أليس من حقنا استشارتنا كأولياء؟
من زاوية بيداغوجية، هل هناك فائدة واحدة تعود على التلاميذ؟
في هذه العملية ألم يقع استعمالهم كرهائن؟
النقابة إن لم تع بهذا، ربما لتفرغ أعضائها وانقطاعهم عن مباشرة التلاميذ، فكيف يصمت بقية الأساتذة؟
Hedi Saied

فقط بعض النقابيين متفرغين للعمل النقابي ومنقطعين عن التدريس.
القرارات ليست قرارت النقابة العامة بل قرارات الهيأة الإدارية وتركيبتها هي ممثل عن كل جهة و أعضاء النقابة العامة وعضو من المكتب التنفيذي للاتحاد العام.
وبهذه الصفة فإن الأساتذة في مجملهم موافقين على المسار الذي تسير فيه النضالات.
التلميذ ليس رهينة الأساتذة ولا النقابات بل هو رهين الوزارة التي تستعمله لتشويه الأساتذة ونقابتهم ومطالبهم.
والأهم هو أن الوزارة تشخصن المسألة وتركز على هذه الشخصنة ويتبعها في هذا الاعلام الموالي والاعلام الموجّه وإعلام التضليل.
المجتمع كله وخاصة مجلس النواب مسؤول عن الأزمة حيث هي ليست وليدة اللحظة انما منذ السنة الفارطة حين وصلت الأزمة الى تهديد حقيقي بسنة بيضاء.
والجميع اعتبر أن المسألة حُلَّتْ بارجاع الاعداد ورجوع الاساتذة للعمل. والخطير أن بعض جهات القرار اعتبرت أن الوزير النوفمبري قد فرض هيبة الدولة وهو ما لم ينجح فيه سلفه وسمعنا هذا حرفيا من منطوق بعض النواب في تدخلاتهم أثناء نقاش ميزانية الوزارة.
ويواصل الجميع من هذه الجهات ذات النظر سياسة سلبية تجاه المشكل نظرا لقرب الانتخابات ونظرا لما تشهده الساحة السياسية من تجاذبات.
المسألة المادية ليست هي حجر العثرة الوحيدة في المفاوضات حيث أن نقطة الاتفاق الحاصل بين النقابة والوزارة منذ 2011 باعتبار المهنة مهنة شاقة هو من أهم نقاط الخلاف حيث تتنصل الدولة من التزاماتها السابقة.
ان التعليم الثانوي يعيش أمرا خطرا جدا على المجتمع ككل وهو موضوع الانتدابات. ان هذا المشكل يتحمّل سلبياته الفقراء والمهمشين والذين لا يجدون من يدافع عنهم حيث أبناء جل المتعلمين والنافذين والاثرياء والطبقة الوسطى يجدون حظا في ترسيم ابنائهم في اقسام لها اساتذة مرسمون ولهم خبرة والباقي طز فيهم يقراو والا الله لا قراو ماهم كيف قرايتهم كيف بلاش. هذا هو قلب المشكل في القطاع العمومي بصفة عامة اللي عندو شكون ينتفع بخدمات الدولة على احسن وجه واللي ما عندوش طز فيه فهو غبار شعب.

Mohamed Dhifallah
هل لك أن تعطيني فائدة واحدة حصلت للتلميذ بإدخاله في الصراع بين النقابة والوزير؟ أنا ولي وألاحظ الدمار الذي أحدثه إلغاء الامتحان. في الخطاب الإنشائي يمكنك أن تقول ما تشاء إلا أن الأساتذة كان بإمكانهم أن يناضلوا دون أن يدخلوا التلاميذ كوسيلة ضغط. وأما وقد استعملوهم كوسيلة ضغط دون استشارتهم أو استشارتنا كأولياء فهذا يعتبر اتخاذهم رهائن. رهائن بمعنى لا ذنب لهم في الذي يحصل، ولا فائدة لهم في النتيجة مهما كانت.
Hedi Saied
سي محمد
الفائدة للتلميذ وللولي من هذه النضالات كبيرة جدا. ولكنها ليست آنية حيث سيجني الجميع ثمار هذه النضالات بعد حين لما تستقر الامور ويحصل اصلاح تربوي على قواعد مدروسة…
من ناحية أخرى فإن الغاء الامتحان في ثلاثي أو اثنان هو اجراء لا يوقف العملية التعليمية هذا المفروض.
ان العوامل الاخرى هي التي جعلت من هذا الاجراء يتحول الى تخوف لدى الاولياء والتلاميذ جعلت أن التلاميذ بدؤوا يشنون اضرابات عن الدروس الان.
ليس الموضوع موضوع انشاء.
حيث أن الواقع هو أن هناك الاف بل مئات الالاف من التلاميذ ليس لهم اساتذة قارّين ومرسمين… هؤلاء ننظر لهم وليس كل واحد ينظر لابنه فقط.
Mohamed Dhifallah
ساعة واحدة تفوت تبقى شاغرة في التكوين، وهذا حاصل، بمعنى أن الخسارة قد حصلت، الضرر حصل. ومهما كانت النتيجة فتلك الثغرة لن يقع تلافيها. وأنت تقول “سيجني… بعد حين”. وأما التهوين من أمر الامتحان فهذا غير بيداغوجي، الدراسة لا تكون مفيدة إلا بالامتحان عليها. في غياب الامتحانات ما الذي يجعل التلميذ حريصا على المراجعة مثلا؟ أو المنافسة مع زملائه على الحصول على معدلات مرتفعة أو على الرتب الأولى؟ أنا يا سي الهادي يهمني بصفة أساسية ابنتي وأرى أنها تضررت في تكوينها بسبب جعلها رهينة في إضراب لا ناقة لها فيه ولا جمل. وأن لا يحس الأساتذة بذلك فهذا مشكل كبير جدا.

Exit mobile version