بشير العبيدي
/|\ #بالفلفل_الحار
زعم قومٌ من النّوكى أنّ الصّراصير التي خرجت من جحورها وهاجمت الحرم المكّي مأمورة ! ما أخسّ تفكيرهم! فالصّراصير إذا أُمرت لا تخرج إلا في شعاب مكة، تحت أرجل الكعبة الشريفة؟! وأين؟! في أطهر أرض نجح فيها زواج المتعة بين الدِّين والسياسة ؟! هذا محال ! لا تخرج الصّراصير إلا لسبب خفيّ عن عقول النّوكى والمبشّرين بوعود ترمبية !
وقرأتُ أيضا في بعض تغريدات الرّاسخة أرجلهم في النّفط، قالوا : الصّراصير أرسلتها دولة قطر، بالتعاون مع تركيا ! وإن كان هذا القول أقلّ سماجة من الزعم الأوّل، لأنّه فيه ريح الأخونة، فهو أشنع من باب كون قطر وتركيا لو كانتا ممّن فُتح لهما باب أمر الصّراصير ونهيها، لكنّا الْيَوْم ننعم في دولة خلافة رابعة، تحت إمرة سلطان الزّمان والمكان أبي الطّيب أردوغان، وعامله على الخليج أبو المجد تميم !
إنَّما القول الذي لا يناطحه المراء هو أنّ أسبابا عدّة جعلت جموع الصّراصير وجحافل الجراد تخرج من جحورها وتملأ ساحة بيت الله الحرام ومسعى المسلمين بين الصفا والمروى!
منها : أنّ تلك البهايم ربّما قد بلغها – مع شيء من التأخير – تصريح السّديسي، إمام الحرم المكيّ الشريف، الذي قال فيه إنّ بلاده وأمريكا (تقودان العالم إلى الأمن والاستقرار)، إذ يجوز أن التصريح نزّلوه إلى المجاري المكّية وانتشر عند فسابكة الصّراصير، فخرجت مهلّلة مبجلّلة مجلجلة، تريد حصّتها من الأمن والاستقرار، والحقّ يُقال، هي أولى بهذا الفخر، فهي وإن كانت بهيمة تعيش في المواسير، فالعدل يقتضي أن يكون لها ما للمواشي التي فوق تراب الحرم.
ومنها : أن تلك الصّراصير ربّما تحسّست في مواسيرها أمرا كيميائيا غريبا لم تتعوّد عليه قطّ، إذ يجوز – مع أخبار محاكمة قتلة المغدور جمال خاشقجي – أن يكونوا قرّروا حفظ القضية باتهام بضعة خرفان فداء، وتخلّصوا من آخر قطع من الجسد الذي جلبوه معهم بسكب الحامض المذيب للعظم واللحم والمخ، فانتشرت ذرات مخّ خاشقجي وتوالدت وأكلتها الصّراصير والدّبابير والجراد فتسبّبت لها في جلطة وعي تاريخيّ، حملها على الخروج مجتمعة في ثورة “سترات سوداء، مطالبة بالانفتاح في مكّة على غرار الانفتاح في المدينة المنوّرة! وإلا : أيش معنى تأتي ماجدة الرّومي لحفلة (شتاء طنطورة) في المدينة المنوّرة ولا تأتي ماجدة الرومي (لصيف شحرورة) في مكّة، وهي تلبس تنورة وعلى صدرها تبدو كعبورة، ووجهها الجميل يذكّر بأغنية فريد الأطرش نورة يا نورة … نورة نورة نورة نورة …. يا نورة ؟ أليس هذا سببا يجعل الصّراصير تخرج في احتجاجات سترات سوداء؟! خصوصا بعد نجاح تحركات فرنسا مع ستراتها الصفراء … صفراء فاقع لونها تسرّ الناظرين ؟؟؟
ومنها أن تكون تلكم الصّراصير اللعينة جحافل داعشيّة تهدّد أمن ورخاء المنطقة (كتبتُ رخاء وليس خراء، انتبهوا) ! فمن يدري، لربما تم اكتشاف النّفط في منطقة الحرم المكّي بكمّيات تسيل لعاب ترامب وتجعل إيفانكا أكثر ابتسامة، والنفط كما تعرفون كلّما ظهر في بلادنا ظهرت معه صراصير الدواعش السوداء، وبعد ظهور صراصير الدواعش، عادة ما يحصل إنزال غربي لمحاربة أعداء الحرية من الدواعش، فتقع الحرب الضروس، وينهزم الدواعش، وتنبت بعدها قاعدة أمريكية لتأمين الأمن ! ألم يقل لكم السديسي : تقودان العالم إلى الأمن والاستقرار ؟! وهو صحيح ! وهذا ما حصل في سورية والعراق بنفس التنسيق : ثورة شعبية سلمية مطالبة بالديمقراطية … فجأة تظهر صراصير سوداء قرب الآبار النفطية … ثم تنشب حرب دولية … وتنتهي الحرب بمحادثات سلام تثبّت الظلمة القتلة في أماكنهم…. وينتشر الأمن بفضل القواعد الأمريكية قرب الآبار النفطية التي ظهر على أكنافها الصّراصير الإرهابية !
ويجوز أيضا أن تكون تلكم البهايم خرجت من شدّة الغضب على سكوت الشعوب العربية وغياب فعلها على تضييع القدس وصهينة الهواء والماء والتراب والوعي العربي، وموت ضمائر الناس وانتشار البلادة والرداءة والسقوط والسفالة، ويجوز أن تكون ثورة الصّراصير بسبب اطلاعهم على آخر تصريحات السيسي التي تجعل أهل العهر يخجلون من مستوى هذا الانقلابي الذي تجرّأ وعارض الانقلاب في الغابون….
ويجوز أن تكون الصّراصير السوداء خرجت تصلي في الكعبة بكل بساطة، ونحن نتفلسف ونذهب بعيدا ! دعوا الصّراصير تصلّي لله، ما دامت الأئمة تصلّي للأوثان !
تبّا !
✍🏽 #بشير_العبيدي | ربيع الم 1440 | كَلِمةٌ تَدْفَعُ ألَمًا وكَلِمةٌ تَصْنَعُ أمَلًا |