تحبّ تنقد الإسلام : تفضلي انقدي إلى الصباح الباكر !
بشير العبيدي
/|\ #بالفلفل_الحار
كانت صحيفة شارلي هبدو قد تعرّضت لهجوم إجراميّ، راح ضحيّته أبرز كتّابها. ولم ينج من الهجوم إلا العدد القليل، منهم السّيدة زينب الغزوي، التي كانت تشتغل في فريق شارلي هبدو، وذلك لغيابها يوم الهجوم، إذ كانت في زيارة إلى المغرب، بلدها الأصلي.
السّيدة زينب الغزوي تنتمي إلى تيار معيّن، وذلك من حقّها. وهي مهدّدة في حياتها وتعيش تحت رقابة رجال الأمن من الفرنسيين، وإنّني أدين هذا التهديد لحياة السيدة زينب وأدين العقول الداعشيّة المنتجة له، لأنها تلقّت تهديدات بالقتل، جراء “نقدها للإسلام”. وزينب لا تنفكّ تقول الآن في جلّ القنوات الإعلامية التي تتسابق لإظهارها : ينبغي نقد الإسلام ! فالإسلام ليس فوق النقد وليس فوق العقل !
السيدة زينب، أستسمحك في بعض الملاحظات، فأنت تؤمنين بالنّقد والنّقاش، وأحسبك ستتقبّلين حبّات الفلفل هذه بصدر رحب :
الملاحظة الأولى :
سمعتك تكرّرين على جميع المسامع أن الإسلام ينبغي أن يخضع للنقد. أنا مواطن فرنسي مثلك، وأدين بالإسلام، ولكنّني استغربت جدّا تكرارك لجملة (يجب أن يخضع الإسلام للنقد) ! من هو المضروب على غدّته الدرقيّة الذي قال لك إن الإسلام فوق النقد؟ فنبيّ الإسلام محمّد صلى الله عليه وسلم لم يكتف قومه بنقده يا سيّدة زينب، بل أرسل عليه قومه مهابيلهم ومداويخهم، ألقوا عليه الحجارة وأدموه، وكان ردّه : اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ! وأنتِ – الله يبارك – اكتفيت بالنقد والمعارضة الكلامية للإسلام، فهلمّي خذي حظّك ما دام الإسلام كالحمار القصير، يركب عليه من شاء ويسبّه من أراد ! ما منعك من النّقد، ومن تحديدا؟! هاتي يا زينب الغالية ما عندك وأفرغي صرّتك واعقدي سرّتك وأريحينا، يرحم والديك !
الملاحظة الثانية :
أزيدكها يا زينب: الله تعالى الذي خلق الكون بكل ملايير المجرّات وخلق الذكاء والحمق، وخلق الطّحالب والثّعالب، تعرّض لنقد الشيطان “عيني عينك”، ولو كانت لك فرصة لقراءة المصحف ولو على سبيل النّقد، ستجدين قصّة خلق آدم ونقد الشيطان له ورفضه التام الاعتراف له بالاستخلاف ! وهذا أول نقد يعلّمه الله لعباده، في صورة نقد الشيطان للمشروع الإلهي! النقد متاح في الاسلام للشياطين والأفاعي، والكلاب، والثعالب، والذئاب، وحتى للضّباع، انقدوا ليلا نهارا ويوم الأحد ! والله لا ينكر عليكم ذلك إلا جاهل بدينه !
الملاحظة الثالثة :
إذا كنت الآن على بينة في حقك نقد الاسلام والله والأنبياء والرسل، لا تقولي حينئذ لماذا المسلمون يهدّدونني بالقتل حين أنقد ! هنا، لا تخلطي الزيتون بالبرقوق ! إذا كانت عندك مشكلة مع المسلمين في هذا الزمان فلا تمسحي السكين في الاسلام بل قولي : المسلمون لا يقبلون النقد وهذه طامة كبرى ومشكلة أخرى فلا تشنّعي على الإسلام بما يفعله بعض المسلمين، وصحّحي خطابك !
الملاحظة الرابعة :
يا زينب ! بما أنك شجاعة وتنتقدين الإسلام، فهلاّ انتقدت مع الإسلام اليهودية وموقفها من المرأة؟ فهلا انتقدت النصرانية ومعتقداتها وأفاعيلها؟ هل علمت أن القضاء الأمريكي فتح أكثر من سبعين ألف قضية اغتصاب أطفال في الكنائس الأمريكية؟ هل من كلمة نقد لهؤلاء؟ هل سمعت بمنع الهنود المرأة من أدنى حقوقها في الهند، هل من كلمة من فضلك بما أن لسانك حار فقط على دين محمد؟ هل من كليمة صغيرة أيضا عن الصين وقتل الصينيات لبناتهن واستحياء ذكورهن؟ هل من كلمة عن اضطهاد النساء والرجاء في بورما وعند الإيغور، يا زينوبة؟ أم أنه، حين يصل النقد إلى هنا، تمتلئ أفواهكم بالسميد، وتشرق أصواتكم الفصيحة؟
أقترح عليك أن نلتقي معا -أنا وأنت- في برنامج تلفزي ونعمل سهريّة ننقد الإسلام فيها معا، على أنغام (اسقنيها بأبي أنت وأمي … لا لتجلو الهمّ عنّي، أنت همّي)، على أن أترك لك أنت (التحيات لله) وأنا أنقد (الزكيات لله) ! ما رأيك زنّوبة؟!
ماذا أقول لك يا زينب ! والله لو وضعت إحدى رجليك فوق جبال الأطلس، ووضعت رجلك الأخرى فوق جبل فوكوياما في اليابان، ما كنت إلا مسكينة تثير شفقة القطط في الشتاء!
وأقولها لك بالشعر العربي :
ما مررنا بدار زينب إلا …. فضح الجهل سرّنا المكتوما
اسمعيها يا زينب بصوت فيروز … فهي “زوينة”….
✍🏽 #بشير_العبيدي | ربيع الثاني 1440 | كَلِمةٌ تَدْفَعُ ألَمًا وكَلِمةٌ تَصْنَعُ أمَلًا |