ليلى حاج عمر
🙂
في إحدى سنوات الصدام مع بن علي خاض التعليم الثانوي إضراب مساندة لزملاء دخلوا في إضراب جوع (على ما أذكر) وكنّا في معهدنا آنذاك ثمانية مضربين فقط وهو عدد قليل جعل أحد التجمعيين يرغي ويزبد أمام أحد المقاهي ويتوعّد باستغلال نفوده لإخراجنا من المعهد. وذكر أمام مجموعة من “أنصاره” أسماءنا كاملة. سمع أحد العابرين الأسماء فقام بإرسال رسالة دون إمضاء لزميلة صديقة مشاركة في الإضراب يحذّرنا فيها ممّا سيفعل هذا التجمّعي بنا وسجّل في الرسالة أسماءنا كاملة وقال إنّ التجمعي صاحب النفوذ يتوعّد بإبعادنا عن المعهد، وكان يريده قلعة تجمعية، ونفينا إلى معهد آخر بعيد.
لم يستطع التجمعي الغاضب، وكان صاحب منصب هام في الجهة، تحقيق هدفه نظرا لرصيدنا في التعليم ولوجود متفقدين وطنيين تصدّوا لهذه الممارسات. ولكنّ الرسالة تؤكّد أنّه بقدر تغلغل ثقافة القوادة وهي ثقافة قديمة تعود إلى الاستعمار وإلى لجان الرعاية وازداد ترسخها مع بن علي الذي أفسد الإنسان هنا نهائيا، فإنّه في المقابل نجد مقاومة صامتة وخفيّة لرجال أصحاب مواقف سيخلّدهم التاريخ حتما، في قلوبنا وضمائرنا.
أمّا المخبرون: فعابرون في كلام عابر.