تدوينات تونسية
صلاة غريبة بعد منتصف الليل
سمير ساسي
لا أعتقد أن هيئة الحقيقة والكرامة سجلت ضمن الأربعين ألف قواد ذلك الذي التقيته في سجن حربوب وكتبت عنه في روايتي برج الرومي وحدثني أنه كتب تقريرا لشرطة مدنين في أبيه وعمه بأنهما يصليان صلاة غريبة بعد منتصف الليل.
كان يحدثني من باب إظهار الندم. لكنه كان يمارس مهنته في السجن فقد كان يحاول من خلال الندم أن يجعل سجين الإنتماء يركن إليه فيستخرج منه معلومات.
نجح مع البعض وفشل مع آخرين فقد أدبته أمن الدولة يوما تأديبا أعتقد أنه لم يعد بعدها للقوادة لأنه وربطهم في معلومات كاذبة. أما شأنه معي فقد ألهمني بعض لحظات إبداع في رواية برج الرومي.
بالمناسبة لماذا رقم الأربعين يحيل إلى النذالة، علي بابا والأربعين حرامي…، أربعون ألف قواد.. بينما نجد الأربعين هي مبلغ النضج والأشد في حكم الله.
يبدو أننا نصلي صلاة غريبة ولكن في الليل والنهار.