حين يشارك السيستام في رفع شعار : الشعب يريد إسقاط النظام
“باسطا”، ببيانها غير المضى، لن تكون أكثر من حطب شعول في صراع السيئ (النهضة الشاهد) والأسوأ (الباجي وابنه)، برعاية العصابة (السيستام)… وموضوعيا تقف في خدمة الأسوأ.
للعصابة موطئ قدم في كل مكان، ولكنها تضع كل ثقلها مع الأسوأ…
الاحتجاج الاجتماعي حقيقة وتعبير عن أزمة عميقة مالية واقتصاديّة (لنقل أزمة منوال)، ولكن لا توجد القوة السياسية والاجتماعيّة القادرة على التعبير عنها خارج صراع السيئ والأسوأ.
أفق التحركات الموعودة لن يتجاوز الإضراب العام، والإضراب العام مقدمة لتفعيل الفصل 80، وهو ما يعمل عليه الباجي…
اعتصام آخر قد يكون من غير روز ولكن بنفس النتائج السياسية: الاعتصام الأول أجهض التأسيس المتعثر، والثاني يعمل على إبطال العمل بالنظام السياسي الجديد المقرر بدستور الثورة.
شعار الثورة اليوم هو : إسقاط العصابة، بعد قطع الرأس، “الشعب يريد إسقاط السيستام”. ولا معنى لشعار إسقاط النظام الذي رُفع الليلة في شارع الثورة إلا إسقاط النظام السياسي الجديد الذي بنته الثورة، ومن الطريف الإشارة إلى أنّ جزءا من السيستام هو اليوم أحد رافعي شعار: الشعب يريد إسقاط النظام… وقد نجح السبسي في الانقلاب عليه وتحويله إلى نظام رئاسوي، وانتهى انقلابه، في ملابسات التحوير الوزاري الأخير.
منظومة الحكم الحالية المنحدرة من انتخابات 2014 هي موضوع تغيير وإسقاط حتى (وليس النظام السياسي المقرر في الدستور)، ولكن بعملية سياسية تحت سقف الدستور وبأدوات النظام الديمقراطي وهي الانتخابات. وقد يكون الوصول إلى الانتخابات بالاحتجاج السلمي وبالإضراب العام… ومن جاء بالانتخابات يزاح بالانتخابات… والجميع يعلم أنّٰه لم يبق على موعد الانتخابات العادية سوى أشهر معدودة. كأنّنا أمام فتح المفتوح، هذا إذا سلمنا بشيوع الثقافة الديمقراطية والسلوك الديمقراطي في سياقنا.
الديمقراطية التي تعرفها بلادنا مستهدفة بجدية من الداخل والخارج..
حتى من يسعى إلى إسقاط النظام السياسي الجديد بعنوان اجتماعي أو بغيره من العناوين يؤكد رغما عنه أنّٰ تجاوز الأزمة التجاوز الفعلي مشروط ببناء سياسي قائم على مشترك وطني وقاعدة حكم عريضة…
هذا الشرط هو الذي لم تنجح العملية السياسية منذ ثماني سنوات في توفيره، وتجتهد العصابة في ألاّ يتوفّٰر لتتواصل شروط النهب ومراكمة الغنائم في ظل الحكم الهش ولا جدوى القانون والمؤسسات.
مازالت الكلمة الفصل لعصابة السراق التي صارت عصابات… تستهدف الانتقال الديمقراطي وسقف الحرية الممنوح (انتفاض شباب الهامش المفقّٰر)… ومن ثمّ تستهدف شرط الخروج من الأزمة.
للعصابة ثأر من ديسمبر… قد يحققه الأغبياء والعملاء.