هي خشّت بعضها خشت…
هيّا سيدي، أغلب الجماعة إلّي مخششينها بعضها وخاشين بنا الخلاء… يخدموا وعندهم وظيفة باش ما نقولش اثنين (يضرب ضريبات هنا وغادي وصحّة ليه)… عندهم وضعيات أسرية مُستقرة مُتزوجين وعندهم أبناء ويباتوا في الدفئ، عندهم شقّة وسيارة -كيف كيف باش ما نقولش اثنين، يعني أمورهم “فسفس”… نعرف شكون منهم أولاده يقروا في مدارس خاصة وهو النهار وما جابك يا نهار يسبّ في الإتحاد لأنه يخرّب في المدرسة العمومية… ونعرف شكون منهم أولاده يدرسوا في الخارج وهو ساقيه حفاة باش يدبّر حويجة في الجامعة القطرية…. ويحرّض في أولاد الناس باش يخرجوا للشارع ويقلبوا النظام (وكأنه ما زال فمّة نظام باش يقلبوه)…
فيهم شكون ما يمشيش يخدم لأنه عنده مهمة في الحزب متاعه وتو مصدّع لنا رؤوسنا بتقرير المُحاسبة والفساد… وفيهم شكون وين تمشي تلقاه وفي كلّ مندبة شاد حبل ومن بعد يجي يحكي على تكافئ الفرص والناس إلّي تخدم زوز خدم والشباب بطّال….
****** باسطا سايسوا رواحكم.
البلاد موش باش تخرب لأنّ الإتحاد مصعّد، والتعليم موش باش ينهار لأنّ الوزير النوفمبري “جلطام”… والتوانسة موش “رهدانين” ولا “مزطولين” ولا “طمّاعين” ولا “عُنصريين”… والثورة موش copier coller وتونس واسعة وقلبها كبير…
فقط التحوّلات التي أحدثتها ثورة 17-14 أنتجت حراكا إجتماعيا وسياسيا أفقيا وعموديا… ومن الطبيعي أنّ ناس تطلع وناس تهبط وجماعات كانت على اليسار تحولت إلى اليمين والعكس صحيح… وكلّ طرف بصدد البحث عن تموقعات تضمن له مصالحه ويستعيد بها امتيازاته. وهذا موش عيب بالعكس هذا هو “الحراك” والناس قاعدة تتعلّم…
من الطبيعي أننا بعد تصحر سياسي دام نصف قرن أن نرى السراب نهراً… ومن الطبيعي بعد أن تعرّت كذبة “الدولة” أن نكتشف هذا اللا-شيء في طرائق إدارة الشأن العام… الناس موش ماتت لأنّ “الحكومة” فاشلة ولكن لأنّ المنظومة الصحية تعفّنت ومعشش فيها الدود ولأنّ المنظومة الأمنية مهريّة وما عادش ينفع فيها الترقيع… الشاب انتحر لأننا بقينا نتفرّجوا عليه باش نعمل الشو ونكتب تدوينة… والكوت ديفواري سمعنا به لأنّ برشة ناس تحب تعمل به “حكاية”… (منذ شهرين تُوفي سليم مغدورا وبوه مقهور وما عملوش الزازا هذه رغم أنه من قيادات النهضة)…
عيب سيدي خويا “التونسي” كيف تأكل غلّة تونس (زيتها وزيتونها وبرتقالها وتفاحها وتمرها وتمشي لمهرجاناتها وتعوم في بحوراتها…) وتسب الملّة… عيب أنّك كيف تطلع لك تالولة في خشمك تضربنا بتدوينة تخششنا في بعضنا… عيب أنك لمّا تقوم الصباح كرومة معنوزة من المخدّة تقول “الحكومة فاشلة”… عيب أنك تبث التشاؤم وتنثر الإحباط لتصنع بطولات وهمية…
14-17 كانت لحظة تفاؤل في إرادة شعب أراد فأسقط النظام… وقتها أنت كنت خانس تستنى في مآلات الشارع باش تعرف وين تحطّ j’aime… ومن وقتها بدأت الثورة المُضادة وهانا نعانوا…