أسئلة لمن ألقى السمع وهو شهيد

نور الدين الغيلوفي

هل نسيتم البلاد قبل الثورة كيف كانت؟

لولا الثورة..
هل كان الباجي قايد السبسي قادرا على الحديث؟
هل كان سيبكي من أجل امرأة لم تأكل لحمًا مدّة شهر؟
هل كان سيختم حياته برتبة رئيس للجمهورية؟
هل كان أحد من التونسيين سيعلم أنّ اسم ابنه حافظ؟
هل كان لبعض الناس أن يأكلوا الروز بالفاكية؟
هل كان لمحسن مرزوق أن يصنّف دماء التونسيين إلى حمراء وسوداء؟
ألم يكن عماد الطرابلسي يجوب البلاد طولا وعرضا بسيارة لا علامة عليها ولا رقم منجميّا لها كما لو كانت تونس مضمار سباق أورثه إيّا أبوه؟
ألم يكن الطرابلسية يختارون أفضل الأراضي فيفتكّوها وأجمل الدور فيستولوا عليها وأجمل الفتيات الواقعة في طريقهم فيسْبُوها؟
ألم تكن المرافق الاقتصادية دُولَةً بين المقرَّبين من المخلوع وآله وحكرا عليهم؟
ألم يكن الدين ذاته لا يُقبل إلّا من بوّابة صخر الماطري الصهر المدلَّل حتّى لقد صار إمام المهتدين في اللحظة التي كان فيها ينهب ارزاق التونسيين؟
ألم تكن زوجة الرئيس تفعل بالعباد ما تشاء.. تسخّر الإنس والجنّ لاستبقاء سطوتها على الرئيس ومن ورائه البلاد؟
ألم يكن الطرابلسية يعدّون العدّة لخلافة الرئيس بما يوافق أهدافهم ويحقّق مبتغياتهم؟
ألم يكن عامل متخرّج من شعبة التجمّع يصول ويجول في معهد ثانويّ أكثر من المدير والأساتذة والإداريين والتلاميذ حتّى صارت كثير من معاهدنا ومدارسنا فرائس للرداءة والابتذال والوقاحة وقلّة التربية وسوء الأدب؟
ألم يكن تلميذ الابتدائي الفقير مطالبا في كلّ عام بالتبرّع من قوت عائلته لصندوق 26/26 رغم أنف والديه؟
ألم تحظ ابنة عبيد البريكي بالتوجيه إلى شعبة الطب على حساب من تفوّقوا عليها في امتحان البكالوريا من أبناء الشعب الكريم؟
ألم تكن إضراباتنا تُلغى ليلة إنجازها بفعل اتّفاق تحت الطاولة بين السلطة السياسية وقيادة الاتّحاد المركزية؟
ألم تكن مناظرات الانتداب تباع في الخفاء لمن يلبّي ما يطلبه المقرَّبون الجشعون؟
ألم يحرق البوعزيزي نفسه لأنّ الأبواب أُغلقت دونه ودون غيره من شباب تونس؟

هل تملك أسئلتنا أن تبلغ نهايتها حتّى نسمح لأنفسنا بالالتفات إلى الوراء فضلا عن الحنين إلى زمان الأنين؟
الثورة طريقنا الأوحد إلى الخلاص..
فلا تخذلوها…

Exit mobile version