منذ الجد الأول السرديني (نسبة إلى جزيرة سردينيا) الذي خدم البايات حتى ٱخرهم الباجي قائد السبسي الذي عمل في بداية شبابه في ديوان الأمين باي استطاعت هذه العائلة نيل ثقة العائلة الحسينية.
خدمت العائلة البايات بكل تفان وتطبعت بطباعهم وأخلاقهم.
عند زوال ملك البايات وظهور الغلبة لبورڨيبة تمكن الباجي بدهائة الفطري من الإرتماء في أحضان ملك تونس الجديد الذين تفطن بعد سنوات لضعف ولائه فطرده من خدمته.
على أطراف البايات عاشت كذلك عائلة الشاهد وارتبطوا معهم كعموم “البلدية” بمصاهرات قريبة أو بعيدة.
يجمع بين الجميع الولاء للعرش والإشتراك معه في ثقافة وأخلاقيات جامعة.
في بداية عهد الدولة الحسينية وبعد موت المؤسس الحسين بن علي ظهرت فتنة كبيرة وتقاتل ضروس بين أطراف العائلة المتصارعة على السلطة.
استعمل البايات في حربهم قبائل العربان المختلفة من فراشيش وماجر ودريد وورغمة وغيرها وكانوا وقود تلك المعارك الطاحنة.
تفككت السلطة ووصل الحال ببلادنا إلى غزوها من طرف داي الجزائر سنة 1756.
انتهت الحرب سنة 1759 بتوافق البايات وانسحاب داي الجزائر لكنها لم تنته بين القبائل واستمرت حروب الثأرات لسنوات طويلة.
ريح تلك الأيام الخوالي تهب على بلادنا من جديد.
البايات مازالوا في أماكنهم بين قرطاج والقصبة أما رؤوس قبائل العربان (هكذا كان يسميهم ابن أبي الضياف) فتوزعوا بين مونبليزير وساحة محمد علي.
وقديما قال ابن خلدون: التاريخ له وجهان ظاهر وباطن.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.