ما علاقة البيروقراطية النقابية بـ 17 ديسمبر حتى يُكرّم فيها جراد والجندوبي؟ هذه الكائنات الكالشة التي تعيش على كل ما تتركه السلطة على موائدها مقابل أن تكون وسيطا بينها وبين الفقراء وتُحبِطُ أي تمرد أو إنتفاضة تطالب بالعدالة. على ماذا ولماذا يكرم جراد؟ على انحيازه مع بن علي ضد الشعب؟ على ماذا يُكرم الجندوبي ؟ على ذهابه لسيدي بوزيد خلال الإنتفاضة وقوله لهم “ريضو”؟ على غلق أبواب الإتحاد من طرف عبيد البريكي ؟ على قول المركزية “نحن لا نتحمل مسؤولية الشعارات التي رُفعت”؟ هذه أحداث عشناها ولم نسمعها.
المركزية التي كانت ولازالت مع الخط الدستوري-التجمعي-الندائي تريد أن تسطو على التاريخ وتغتسل من عار وخيانة تجاه الشعب فتصطنع تاريخا وهميا منافيا للوقائع يكون فيه جراد والجندوبي وعبيد أبطالا رغم أنف التاريخ. ما حدث اليوم صفاقة وتزوير وسطو على الحقيقة وتدنيس لثورة شعب خانتها البروقراطية عندما كان أبناؤها يسقطون في سيدي بوزيد والقصرين وتالة وغيرها من أماكن البلاد. ليس هناك من “لا يحبك يا شعب” مثل تلك الكائنات الكالشة التي انحازت لبن علي ثم قامت بالحوار الوطني وأرجعت المنظومة ثم أدخلها الباجي للحلقوم بوثيقة قرطاج.
