في خضمّ حيرة الإسم الذي اختلف المحللون في إطلاقه على ما حدث يومها وما لحقه في مصر وليبيا واليمن وسوريا، وفي ظلّ عدم إجرائية مفاهيم الثورة والانتفاضة والمؤامرة والحرب الأهلية التي ضاقت كلها عمّا حدث ويحدث،
وفي ظلّ خصوصية (مأزق) تاريخية عربية حقيقية عطّلت كلّ أدوات التحليل السوسيولوجي والتفكير الفلسفي التاريخي،
في ظلّ كلّ هذا أقترح هذا المثال التقريبي لفهم ما حدث:
رجل استفحلت في جسده أمراض كثيرة مختلطة، كلّما همّ بمعالجة واحد منها ينطق فيه مرض أخطر وألم أشدّ ينسيه الأوّل. يصل إلى اليأس وقد جرّب كل عقاقير العالم واختلطت عليه وصفات الأطباء الحقيقيين والمزيّفين والمشعوذين…
يشتدّ عليه الألم…
فلا يجد حلاّ إلا أن ينطح رأسه في الجدار بعنف لا إرادي، يسيل الدم على وجهه وعلى كامل جسده ويغمى عليه،
وهو الآن بالكاد يفتح عينيه ويريد أن ينظّف الدم المتخثر فوق وجهه ليتبيّن ما حدث له أثناء غيبوبته..
وقد حدثت أشياء كثيرة جدّا…
وفي انتظار أن يستوعب ما حدث له ويقرّر من أين يستأنف مسيرة علاجه،
قد …
……….
• … ثمّ يأتي أحدهم ويطرح ذاك السؤال الإيديولوجي الركيك جدّا: لماذا لم تنتج “الثورات العربية” خطابها الإبداعيّ الخاصّ غناء ومسرحا وسينما ورواية وشعرا وربما فلسفة أيضا؟؟؟