سترات حمراء لأيام زرقاء

أكرم معتوق

سيناريوهات عديدة ممكنة الحدوث في الأيام القليلة القادمة، اللون الأحمر للسترات علامة قف طويلة ترفعها الدولة العميقة في وجه الحكومة التي تقاتل من أجل تجاوز بداية عام جديد كلها ألغام.

ليس الغريب التفطن إلى السترات بل الغريب عدم التفطن لها وهي تدخل البلاد. لا يمكن أن تؤتى البلاد إلا من نوافذ الخيانة التي تسامحت معها الثورة فنفخت رياحها قوية.
كلنا اليوم في داخله خائف مترقب فهؤلاء “الزنوس” لا حدود لهم ولا مرجعيات تمنعهم من حرق البلاد والعباد.
قد يبدو المشهد لكثيرين مألوفا لأننا تعودنا سهام الثورة المضادة، لكن الأمر مختلف جدا هذه المرة، ذراع الإرهاب النائمة بدأت تتحرك، الاتحاد الحزب المستور نشط في أكثر من قطاع بالإضرابات، لا حل للوطد واليسار والدولة العميقة إلا التخويف، سيخوفون العباد ويرهبونهم إذا لم يقفوا معهم في قطع الطريق على الشاهد ونهضته.

أقبح المواقف موقف “ولد بوه” الديك المذبوح المترنح في حلبة السياسة، لم يعد له ما يخسره بل مهمته الوحيدة أن يجعل الكل خاسرا. أبوه لا حظ له في رئاسة جديدة وقد لا يسعفه القدر فيغادر الدنيا وهو رئيس وهي النهاية التي لم يحظ بها أي رئيس تونسي. يأس الأب وابنه لن يترك إمكانا من إمكانات التشفي إلا حاول تحقيقها.
أكثر السيناريوهات رعبا هو سيناريو اللجوء إلى عسكرة البلاد باعتبار الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة والضمان الوحيد للشعب بعد الله هو أن الجيش التونسي إلى حد اليوم لا يساوم في الوطن ولا يقبل الاختراق والخيانة.

رغم حدسي بقدوم أيام عصيبة ما زلت أؤمن بقدرة الشعب التونسي على وقف المذابح وحقن الدماء إذا استطاع أن يفهم كون أصحاب السترات الحمراء يعدون لأيام زرقاء جعل الله كيدهم في نحرهم.

Exit mobile version