الوطن يسكنك ولا تسكنه
في آخر لقاء بصديق جغرافيات الغبن والانتفاض؛ يقيم بصفاقس… حامل إجازة من زمن زهو الجامعة التونسية بزراعها وثمارها… #يساريمفروزيساريا… يشتغل في البناء… عندما تصافح يده المخشوشنة بفعل مواد البناء تشعر أن الوطن يسكنك ولا تسكنه😥… عينيه لا يعرفان غير الإبتسامة التي صامت عنها الشفتان… كريم بدوي جميل لم تفسده حسابات المدن…
أطرف ما بقي في ذهني؛ حديثه عن أمنيين لطالما اشتبك معهم زمن السابع الفاشي اللصوصي التابع… صديقي في المعارك عنيف وشهم… (محارب نبيل)… قال: بعد أربعطاش جانفي وجدت في الحي خبر أمني يبحث عني.. وترك رقم هاتفه للإتصال… يواصل صديقي… اتصلت به… سلام وسؤال عن الأحوال والمطلوب مني… أتاه الجواب… نحبو نعملو نقابة وما نعرفوش… نحبوك تعاونّا…. تم ضبط الموعد… توجه نحو ثكنة الرعب زمن السابع… يدخلها في غير وضع إيقاف واعتقال… بل في وضع إنتظار وصف يقف للإستقبال… يصمت صديقي ليبلع ريقه ويواصل السرد…. ارتبكت كما لم أرتبك لحظات الإعتقال…. أتعرف لماذا يا صديقي…. ساعة التقت عيني بعيني البوليس الأكثر تعنيفا لي زمن السابع؛ انفجر باكيا بالشهقة… ورصّاتلي نحمّل فيه ونقلو ما صار شيء….
ارتبكت بدوري وقلت له: هي لحظة عبر عنها طيب الذكر عصمت سيف الدولة بقوله: #إعدام_السجان أي تحرير الأمني الإنسان من وحش السجان المتلبس به…
تفكرت الحكاية هذي لسببين:
• لأني في الطريق نحو #صفاقس للمشاركة في تظاهرة ثقافية / خطابية في ذكرى استشهاد #العالمالقساميمحمد_الزواري الذي اغتالته يد الغدر الصهيوني المعولم والمحلي…
• ولأني قبيل صعود اللواج التقيت أمنيا صديق رائع من زمن التلمذة… الرجل يتحدث… وأنا مسافر في وطن نبنيه وسط الألغام… ألغام تعيد ترتيب كل شيء في نصوصنا ونفوسنا… وأصمت هنا… فالكلمات تموت حين تقال… مثلما للعشاق لغة أخرى أشد بلاغة… سنكتب عشقنا للأرض على الأرض…
✍الأمين.