الحقيقة والكرامة..

محمد ضيف الله

كانت عبير موسي وجوقتها واقفة في مواجهة القاعة حيث ينعقد المؤتمر الختامي لأعمال هيئة الحقيقة والكرامة. كانت ومجموعتها يستعينون لإيصال أصواتهم بمكبرات الصوت، وهم يجتهدون في تذكّر الشعارات التي رُفعت ضدهم ذات جانفي 2011، ديـﭬاج، ديـﭬاج، يا خماج. هههه.

في البلدان الديمقراطية، أعداء الحرية يتمتعون بها، تماما مثل الذين يحلمون اليوم باستعادة النظام الفاشي في إيطاليا وكما يتحرك النازيون الجدد في ألمانيا أو حتى الملكيون في فرنسا. إلا أن الصفحات التي طويت في التاريخ لا يمكن استعادتها وإنما قصارى ما هنالك قراءتها.
وما قامت به هيئة الحقيقة والكرامة، يساعد على تلك القراءة. إذ قامت بتوثيق الجرائم التي ارتكبت في حق التونسيين خلال ما يزيد عن ستين عاما. ما يقرب من ست سنوات تسجيلات مع ضحايا الاستبداد الذين بلغ عددهم عشرات الآلاف، وعشرات الآلاف من انتهاكات حقوقهم.
لا يمكن كتابة تاريخ بلادنا في الزمن الراهن دون العودة إلى ذلك. وما كتب سيفقد الكثير من قيمته بعد أن تنشر التقارير ويصبح أرشيف الهيئة متاحا أمام الباحثين.

Exit mobile version