هذا الرجل مصممّ على إغراق البلد في الفوضى
أصبحت الصبّة والقوادة والوشاية والتزلف للباجي وإرضاء نزواته “وجهة نظر” و”برنامجا سياسيا” لشخصياتٍ وأحزابا وهيئات ومنظمات وكتلاً ..
هذا الرجل مصممّ على إغراق البلد في الفوضى لسببين أساسيين:
• هزيمته السياسية، بعد إبطال انقلابه على النظام السياسي شبه البرلماني المقرر في الدستور، لذلك يصرّ على إسقاط الحكومة الحالية بكل الوسائل وبأشدها قذارة لصنع ظروف صيف 2013، ليركب ثانية الظهور اللينة (متواطية هذه الأيام استعدادا لركوبه)، بل ويدفع بعضها إلى منافسته في عبثه (زيارة رئيس الحكومة للمنشار الداعشي وما تمثٰله الزيارة من استهتار بكل المعاني الجديدة).
• فشله في فرض ابنه “القاصر سياسيا” شخصية وطنية مرشحة لأن تكون على رأس أهم مؤسسات الدولة.
لم تُرفع في وجه هذا الرجل “ورقة قويّة” تردعه، في الوقت المناسب (عند إنهائه التوافق وبداية تفعيله ما يملك من ورقات دفعة واحدة)، لذلك هو ماض في إشفاء غليله بهدم ما بُني من ديمقراطية، وهو يدرك أكثر من غيره أنّٰ إمكانية ردعه تضعف تدريجيا مع الوضع الاجتماعي المتفجر والمطلبية المتفاقمة.
للوضع الاجتماعي المتفجّر أسباب حقيقية معلومة للجميع، ولكن الباجي أحد هذه الأسباب التي تمنع معالجته سياسيا، ومن داخل المنظومة الديمقراطية، رغم إيهامه بكونه “واسطة خير” (استقباله لممثل المحامين، ولكل من يرى فيه عامل تأزيم)، وقد كان له هذا الموقف العابث في 2013 عندما طالب بإسقاط الحكومة وحل المجلس الوطني التأسيسي: يُشعل الحريق ويقدم نفسه إطفائيا بشروطه.
منذ تأسيس “النداء” ركب هذا الرجل القادم من أرشيف بالٍ الجميعَ، وجعل من القديم وسيستامه “قبلةً” للمنتسبين إلى الثورة يستقْوُون به على بعضهم البعض إلى اليوم (تشريعا لوجوده في أول الثورة، ومنحه الأصوات قطعا للطريق، وتوافقا معه بعد 2014). كل ذلك ليس حنكة منه ودهاء، ولكن قلة رجولية منهم وغباءً.