الكرامة والصدقة لا يلتقيان..

محمد ضيف الله

أن يرتمي السبسي في أحضان محور الشر السعودي الإماراتي، قاصدا النكالة في النهضة، فأمر يهمّه إلا أنه يعرّيه من الحكمة والحنكة ورئيس كل التونسيين، وفي المحصلة فإن ذلك يدل على خطل. نعم خطل، ليس لأنه بما فعل يمكن أن يهدد الأمن القومي، بل لأن محور الشر لا يقدر على شيء هنا، تونس ليست مصر. وجيشنا ليس الجيش المصري، ولا يمكن لعرب القطران أن يفيدوا السبسي أكثر مما أفادوه في 2013 و2014. تونس عصية عليهم وعلى السبسي أيضا.

وأن يستجدي الشاهد الصدقات من آل منشار، فلن ينال شيئا. الأرقام التي أعلنوها دون الواحد بالألف مما منحوه إلى ترمب، دون مقابل سوى أن يرضى عنهم، ولم يرض. والأكيد حينئذ أن تكاليف رحلة الشاهد إليهم تتجاوز صدقتهم المصحوبة بالمنّ والأذى. وإلا فما مقابل محاولته فك العزلة عن القاتل. الكرامة والصدقة لا يجتمعان.