الغباء جندي من جنود الله

عبد القادر الونيسي

لم تكن حركة النهضة في يوم من الأيام أفضل حال مما هي عليه الآن.
يسر الله ألسنة حقد وحسد تشتغل لحسابها وتشيع ذكرها بين الناس فينتبه كثير من الغافلين.
لم تصل الحركة حتى في أبهى أيامها إلى النسبة التي ذكرها الزرقوني في نوايا التصويت منذ يومين.

لا أذيع سرا عندما أقول أن بعض التململ بدأ يبرز داخل الصف الأول جراء خيارات لم تحض بإجماع ثم بعض الخلافات الشخصية التي أصبحت معطلة للعمل الجماعي وهذا يسري على كل الجماعات البشرية.
أرسل الله جندي من جنوده إسمه الغباء على الجبهة الشعبية ومن يدور في فلكها لتطلع علينا بفرية الجهاز السري ثم مخطط إغتيال الباجي وهولاند والحماقة الفارقة جاءت من عند السيدة بسمة الخلفاوي في حديثها عن تخزين السلاح الذي تفطن له عامة الناس وبدأوا في تخزين السميد والسكر ولم تتفطن له الإستعلامات التونسية ولا مخابرات الدول العظمى المقيمة ببلادنا.
إستشعار الخطر الخارجي وحد الصف وتم تجاوز المناكفات الشخصية وأصبحت الحركة على قلب رجل واحد بعد أن كانت مشدودة لبعض المنازعات الداخلية.

بل تطور الأمر إلى إكتساب الحركة ماكينة دعائية أتت على ضعف فادح يشكو منه جهازها الإعلامي والتواصلي دون حول ولا قوة منها.
يسر الله إعلاميين وسياسيين لا يألون جهدا في القيام بما عجزت عنه الآلة الدعائية للنهضة دون أجر.
أشفق على هولاء الأغبياء الذي يجتهدون لقطع غصن الشجرة الذي يقفون عليه. غياب النهضة عن المشهد السياسي يعني إنتهاء الحياة السياسية في تونس وعودة الإستبداد وهذا لم يعد ممكنا ولو أنفق أسيادهم ملء الأرض ذهبا.
أجزم في الختام أن العقل المشرف على مخطط زعزعة الإستقرار في تونس هو نفسه الذي أشرف على إغتيال خاشقجي فحجم الغباء المشترك يشير إلى نفس الإتجاه.

Exit mobile version