بيض الأفعى

عبد اللطيف علوي

الجزء الثّالث من ثلاثيّة «سيرة الثّورة»

التصنيف رواية

دار الثقافية للنشر

الثّمن: 20 د داخل تونس

20 دولار أو ما يعادلها في الخارج

تاريخ النشر 2018

عندما بدأت كتابة رواية “بيض الأفعى”، وهي الجزء الأخير من ثلاثية “سيرة الثورة”، كان يحيّرني كثيرا الإجابة عن سؤال: 
كيف ستنهي حكاية لم تنته بعد، ولن تنتهي قريبا؟ وقد لا تنتهي وأنا، ونحن، أقصد كلّ هذا الجيل على قيد الحياة، وقد لا تتاح لي الفرصة أبدا لأرويها في النّهاية بمنتهى الأمانة، كما حدثت أو كما توشك أن تحدث.
حكاية الثورة مازالت متواصلة، تنحت مجراها مثل النّهر في قلب الصّخر. ولا أحد يستطيع أن يتنبّأ بما يمكن أن يحدث اليوم أو غدا.
ولذلك كان السّؤال الآخر الصّعب بالنّسبة إليّ هو ما هي الرّسالة الّتي تريد أن تمرّرها وتتركها للقرّاء وللقادمين بعدك؟
هل هي رسالة الخوف والإحباط والشّكّ في هذا المسار المرير المرتبك المفتوح على كلّ الاحتمالات؟ أم رسالة الواثق المطمئنّ المؤمن بالنّصر التّامّ ولو بعد عمر طويل. الحيرة بين رسالة أولى تجعلك أكثر التصاقا بالواقعيّة ورسالة ثانية ربّما تبدو أكثر طوباويّة ومتجاهلة لخيبات الواقع.
انتهيت من الرواية ودفعت بها إلى المطبعة، وأنا نفسي ليس لديّ إجابة عن هذين السّؤالين، لكنّ من سيقرأ الرّواية سيجد حتما جوابه الشّخصيّ على ذلك، وربّما يساعدني أنا أيضا على أن أرى بعيونكم ما لم أستطع أن أره بعينيّ وهما ملتصقتان بالمرآة.
الرواية ترى النّور خلال يومين بإذن الله، وأنا الآن أشعر بما يشعر به محارب قديم، يغمض عينيه ويرخي رأسه أخيرا… بكثير من الرّضى، أنّه فعل ما استطاع، ولو كان قليلا.

•••
خرجنا يومها نطارد الأفعى بالهراوات والمعاول والمجارف ودخان العجلات المحروقة، وأخذتنا الحميّة بهروبها وفرحنا بانتصار سهل ومريح، ثمّ عاد الجميع إلى بيوتهم وحبيباتهم وتفاصيلهم الصّغيرة، ولم ينتبه أحد إلى أنّ الأفعى قد تركت بيضها في الأحراش وفي الغابات وفي الجبال، وفي البيوت وفي أروقة الدّولة وفي محاضر البوليس وفي أوكار النّقابات وفي جيوب المرابين والمهرّبين وفي مراكز شرطة الحدود وفي أقلام الكتّاب والصّحفيّيين وفي ضمائر السّاسة المحبطين أو القاعدين، وفي عدسات المصوّرين وفي جلابيب الشّيوخ الماكرين وفي دفاتر المؤرّخين، تركت بيضها في آلاف الحفر والجحور، ولم نتفطّن إليها إلاّ بعد أن فقست في الظّلمة، وخرجت في غفلة منّا، فزحفت إلينا في جحافل سوداء تسدّ وجه الشّمس، وتسلّلت إلى بيوتنا وإلى هواتفنا وشاشاتنا وإلى محافظ أبنائنا، والتفّت حول أرجلنا وتسرّبت صاعدة تحت ملابسنا لتصل إلى صدورنا ورقابنا وأفواهنا.

للتوزيع عبر البريد الاتصال بالكاتب على حسابه بالفيسبوك بالضغط على إسم الكاتب أعلاه..

Exit mobile version