اليسار التونسي..
له تضحياته ونضالاته طوال عقود، له رموزه وعناوينه إلا أنه لم يستطع أن ينفذ إلى حيث الطبقات الشعبية التي يتكلم عن الدفاع عنها. نقطة الضعف هذه رمت بالبعض منه لخدمة النظام النوفمبري في التسعينات، يجب التذكير بذلك، إلا أنهم لم يستفيدوا إلا فتاتا، تمويل مسرحية أو شريط سينمائي أو تسمية في قنصلية دون صلاحيات، مقابل أن أصبحت البلاد سجنا، وبقية القصة معروفة.
حظ النظام النوفمبري آنذاك، أن المنظومة التي ارتكز عليها كانت صلبة إلى حد بعيد ولم يصبها الصدأ، خلاف ما حدث منذ 17-14. حيث ترعرع جيل كامل بعيدا عن أعين قوادة الشّعب الدستورية والعُمد والبوليس السياسي والإعلام النوفمبري. من كانوا أطفالا يوم 14 جانفي، أصبحوا شبانا اليوم، ويستحيل تدجينهم أو الحد من منسوب الحرية التي يمارسونها.
بعض اليسار لم يفهم الدرس. وكأن تجربة التسعينات آتت أكلها أو استفادوا منها هم أو البلاد، فتراهم حريصين على استنساخ مثلها. إن كان المهم بالنسبة إليهم النيل من عدوّهم النهضة، فإن طيفا واسعا من التونسيين سيدافعون عن الحرية، وسيقفون ضد القمع لأنهم يعرفون أنه سيؤدي إلى خنق الجميع وعودة الاستبداد.
••• من مستشاري السبسي:
• نور الدين بن تيشة، كان منتميا إلى حزب العمال الشيوعي، ودخل السجن من أجل ذلك.
• سعيدة قراش، كانت ترشحت في انتخابات 2011 في قائمة حزب الوطد بدائرة المهدية.