لا شك أن منظومة 2014 التي أفرزتها الإنتخبات هي اليوم في حكم المنهارة أمام تشظي الحزب الأول الفائز بها. لا شيء يشير إلى تشكل بدائل معارضة فعلية خارج منظومة الحكم. ولا شيء يدعو إلى الجزم أن الأحزاب وحدها ما يوجه الأحداث ويشكل المشهد السياسي بل أن دلائل عديدة تظهر قوى ضغط عدة مالية وأمنية ودبلوماسية تكاد تنزل بكل ثقلها بدلا عن وكلائها وواجهاتها الإعلامية والحزبية.
لا شيء يشير إلى تحمل منظومة الحكم لمسؤوليتها بإصرارها ذات يوم على الجمع بين السلطات الثلاث دون أن يكون لها من الأغلبية وحتى المصداقية ما يخول لها أن تحكم وتلتزم بالدستور وعبثا تحاول التنصل من استحقاقاته. يكون الوضع الطبيعي أن نذهب إلى إنتخابات مبكرة ونعيد تشكيل المشهد السياسي على ضوء إرادة الناخبين.
لكن من هو مستعد إلى هذا الإستحقاق اليوم؟ لا إحد. لا المقامرة ولا المغامرة ولا المناولة يمكنها إعادة تشكيل المشهد.