تدوينات تونسية
الفوضى التي أحدثها رئيس الجمهورية
بعد الفوضى الأخيرة التي أحدثها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بتصريحاته المتهافتة تواصلت مع عديد الأصدقاء الذين وجدت لديهم مخاوف كبيرة من تداعياتها على إستقرار البلاد وقناعة لديهم بأن نرجسيته وجموحه في الإنتقام من حليفه اللدود قد يؤدي إلى الإنقلاب على المسار الديمقراطي والدخول في مرحلة تحشيد الشارع والفتنة الأهلية.
هذه المخاوف لا معنى لها على ضوء الحقائق والإعتبارات التالية :
- لا وجود لقوة سياسية في تونس قادرة على تحمل إدارة حالة إنقلابية وتحمل الإستعصاء الشعبي في مواجهة أي إستبداد سياسي قادم.
- رفض الجيش التونسي لأي تدخل سياسي إدراكا منه منذ سنحت الفرصة للجنرال رشيد عمار بعدم قدرته على تحمل أعباء الحكم.
- رفض قيادة الجزائر لأي إنقلاب في تونس قد يفتح حدودها الشرقية على حالة من الفوضى رغم عدم حماسها لنجاح الديمقراطية وقد تأكدت من هذا الموقف من مصادر مقربة.
- عدم رغبة أوروبا وخاصة فرنسا وألمانيا في إنفلات سياسي يفتح حدودها الجنوبية على موجات من الهجرة غير الشرعية وتداعياتها الداخلية على أوضاعها المأزومة.
- وجود حركة النهضة كقوة سياسية جماهيرية عصية على الإستئصال وقادرة على التأثير في قوى الإسلام السياسي بالمنطقة والعالم والدفع بها نحو البراغماتية والدمقرطة والعلمنة ورفض العنف وهو ما يشكل رغبة مشتركة بين عسكر الجزائر والنخبة السياسية والثقافية الغربية في أوروبا وأمريكا.
- وجود نخبة تونسية علمانية ووجوه بارزة سياسيا وفكريا على المستويين الإقليمي والدولي (على رأسها الرئيس المرزوقي والسادة مصطفى بن جعفر وسهام بن سدرين وهشام جعيط وجلبار نقاش) تنافح عن المسار الديمقراطي وترسيخه وترفض أي تراجع عن المكاسب التي جاء بها في الحريات والإنفتاح والمشاركة السياسية ورفض الإقصاء والإستئصال.
- وجود شخصيات وطنية نافذة ومحترمة في أوساط اليسار التونسي (من أمثال الطاهر شقروش وجلبار نقاش) ترفض النزعة الإستئصالية للجبهة الشعبية القائمة على النظرية الشهيرة لليساري الفاشي محمد الشرفي المتحالف مع المخلوع بن علي “لا ديمقراطية إلا بكسر الإسلاميين.
“On ne fait pas d’omelettes sans casser des œufs”
هذا ما أراه والله أعلم.