شوكات يغادر سفينة الباجي وابنه..
هناك توجه عام إلى التعامل الساخر مع خبر “إعتزال” خالد شوكات للسياسة، ولكنني أرى أن الخبر جدي إلى أبعد حد وهو ما يجعله يستحق التحليل.
فبصرف النظر عن مدى إلتزام السيد شوكات بهذا القرار (وشخصيا أرجح أن الإعتزال هو مجرد فاصلة بين “حزبين”، والأرجح أن يكون حزبه القادم هو حزب يوسف الشاهد)، وبصرف النظر عن وجاهة الأسباب التي قدمها للإعتزال (أي إكتشافه أن الصراع هو حول مصالح وليس حول قيم أو مشروع وطني، وهو إكتشاف إنتقل من خصوم “حافظ” إلى حافظ وشقّه)، فإن المؤكد أن شوكات لم يغادر سفينة الباجي وابنه إلا بعد أن أيقن بغرقها قريبا.
فلا يمكن لمحترف السياسة الذي هو خالد شوكات أن يغادر فريقا منتصرا أو يمكن أن ينتصر قريبا. وهو ما يعني بكل بساطة أن شوكات يدرك جيدا أن السبسي الأب يمر بمرحلة “الغرغرة السياسية” التي تسبق الموت السياسي المؤكد في الإستحقاق الإنتخابي القادم، كما يدرك جيدا أن تصعيد رئيس الدولة الأخير ضد النهضة والشاهد (سياسيا وقانونيا) هو تصعيد عبثي لا محصول تحته، وأنه لن ينجح في تغيير التوازنات الحالية أو في إنقاذ إبنه حافظ مما ينتظره من محاسبة بعد أن يفقد سنده الأبوي في قصر قرطاج.