ما تبقّى من الفضلات المنزليّة
الطبقية تتسع هنا وتزداد حدّة. الطبقة المتوسّطة تقترب من الفقر والطبقة المفقّرة صارت معدمة. قرأت الآن لأحد الصحفيين المحترمين حديثا عن آلاف العائلات التونسية في مصبّ الفضلات “برج شاكير” تجمع كلّ يوم على الساعة الرابعة مساء ما تبقّى من الفضلات المنزليّة لأكلها.
في الأثناء تتقاتل شقوق أحد الأحزاب حول الغنيمة، وتتشكّل حكومات من 40 وزيرا لإرضاء كلّ الأطراف والمطامح والأهواء، ويتبارى رؤساء البلديّات، بعد وعود بتحويل البلديّات إلى جنّة، على امتلاك السيّارات، ويتفاقم الفساد في أشكاله القديمة والجديدة.
وفي الأثناء، لا وجود ليسار يدافع عن هذه الطبقات المفقّرة بعد أن صار لليسار دور وظيفيّ داخل تحالفات الأقوياء وأصحاب المال التي يمثّل جوع هذه الفئات آخر همّها.
أمّا الشعب التونسي الرهيب، فيعيش يومه بيومه، يضحك من كلّ شيء، ولا ينسى أن “ينبّر” على كأس شاي الرئيس الذي يغيب فيه البندق خلال جلسته السريعة مع الزائر الليليّ القادم من برّ نجد، والذي لم ير شمس تونس المشرقة رغم كلّ شيء.