فشلت زيارة ابن سلمان إلى تونس ولم تفلح في تبييض صورته القاتمة وتطهيرها من بقع الدم التي تلطخها وفك العزلة التي يضربها عليه قتيله جمال خاشقجي منذ نحو شهرين.. فقد ظل زائر الليل رهين محابس أربعة:
• محبس المكان.. فلم يستطع مغادرة قصر قرطاج ليتمشى في شوارع تونس الجميلة ويستنشق نسائم الحرية التي تعبق بها ويلامس أيادي المرحبين كما يفعل الزوار الكبار.
• محبس الزمان.. فلم تتجاوز مدة الزيارة “الرسمية” بضع ساعات حُشر له فيها ما تيسر من المستقبلين في بروتوكول ليلي غريب غير مسبوق.
• محبس الليل.. حيث لا نور ولا نهار فقد جاء ورحل تحت جنح الظلام كالخائف يخفي على الناس أمرا يريد أن ينتهي منه قبل أن يطلع عليه الفجر.
• محبس الإعلام.. فبدلا من مواجهة الكاميرات وأسئلة الصحفيين أمر بمنع وسائل الإعلام وضرب على نفسه طوقا لم يتسع لغير قناة العربية السعودية.
فأي رسالة يحملها ضيف الباجي في زيارة ليلية خاطفة في ظل تعتيم إعلامي كامل لشخص تلاحقه تهم بالقتل وتقطيع الجثث وارتكاب جرائم حرب.