السبت 19 أبريل 2025
علي المسعودي
علي المسعودي

رسالة مفتوحة … للجامعة العامة للتعليم الثانوي

علي المسعودي

إلى القيادات النقابية الحالية للجامعة العامة للتعليم الثانوي :
بعد كل العبارات التي تليق بمقامكم، أقول ولا أقول ما يلي :

لن أذكركم بالوزير القديم والجديد..
يمكنكم أن تشتموا وزير التربية الحالي بأقبح الألوان والشهور، يمكنكم أن تجعلوه في خانة العدو.. ولكن لا يمكنكم أن تنفوا اختياركم الواعي له.. فطيلة سنوات النضال العقيمة التي تلت الثورة لم تفعلوا غير شيء واحد: اختيار وزير !.. ومع ذلك تصفونه بأنه أسوأ وزير، ولم أسمع في خطاباتكم يوما دعوة الرحيل !..

لن أذكركم باجتماعاتكم التقييمية والإطارية والجهوية والمحلية في كل أزمة وفي كل انتخابات.. فأنا لا أريد أن أتذكر اجتماعات الحزب الحاكم قبل الثورة، ولا براعته في التمثيل على القواعد من خلال ايهامهم بتمثيلية التمثيل.. كل ما في النظام الداخلي أفرغتموه من مضمونه حتى أصبحت القواعد بلا صوت، والهياكل بلا صدى..

لن أذكركم بحالة الانقسام والحيرة داخل القطاع الأستاذي، والتي كنتم سببا مباشرا فيها، من خلال تمسككم بخطاب إقصائي، متطرف، يعتمد الشتيمة، ويؤمن بالغنيمة.. ويدعو الخارجين عن القطيع إلى الانسلاخ، والمؤمنين التابعين إلى مزيد من الانبطاح..

لن أذكركم بتحوّلكم إلى دبلوماسبة موازية في عالم السياسة، تفتي في جواز الحروب الأهلية أحيانا، وتصدر صكوك الحرمان والغفران للساسة من تطوان إلى خراسان..

لن أذكركم بعدد الكبوات والعثرات التي تعرض لها القطاع منذ أن سلكتم به طريقا محجرا وبلا أفق..

سوف أتغاضى عن كل هذا.. وعفا الله عما سلف.. وكل فتق لا بد له من رتق.

ولكني أود تذكيركم بملف المديرين والنظار..
الإصرار على الخطأ سيكون بحجم الخطيئة.. و سيكون له من الأثمان ما نعجز جميعا على دفعه، لا اليوم ولا غدا.

الجمعية التونسية لمديري ونظار التربية هي حقيقة تمثيلية لا مراء فيها، قد يصفها السيد الاسعد اليعقوبي بأنها جمعية مشبوهة، وقد يشتمها قرينه أحمد المهوك، مدعيا أنها شعبة مهنية… لا هذه الصفة ولا تلك الشتيمة تمنع من كونها معبرة عن جمهور المديرين والنظار في عموم البلاد، هذا الجمهور الذي ظل متمسكا بانتمائه للجامعة العامة للتعليم الثانوي برغم الحيف والتخوين..

أدعوكم بإلحاح إلى قراءة حدثين فارقين :
• رفض المديرين والنظار في اجتماعاتهم الإقليمية أي التزام بتراتيب المقاطعة.
• البيان الأخير للجمعية التونسية لمديري ونظار التربية والذي يستبطن نيّة لا يخطئها العقل ولا النظر في حق تقرير المصير النقابي بعيدا عن الحاضنة الأم.

هذا التحول في موقف المديرين والنظار إزاء التزامهم القديم بالبقاء ضمن الجامعة العامة للتعليم الثانوي لا أؤيده إطلاقا، ولكني أتفهم أسبابه ومبرراته… فسياسة الوصاية، ومنطق الولاية مع جزء مهم في القطاع لا يؤدي إلا إلى الطلاق البائن، وهو أبغض الحلال في النضال..

الانفصال خطوة خطيرة، ستؤدي إلى مزيد من بؤس العمل النقابي، البائس أصلا.. وانهيار المؤسسة التربوية المنهارة أصلا.. ستصبح الساحة التربوية ميدانا للرماية، وليّ للذراع.. وأما عن الرسالة التربوية فاسأل عن خبر كان..

أنتم الوحيدون القادرون على وضع حدّ لهذا المسار من خلال الدخول في حوار صريح مع المديرين والنظار.. حوار يفضي إلى إعادة النظر في خارطة تموقعهم داخل الجامعة العامة للتعليم الثانوي، ويعترف بأحقيتهم بسلك ثابت كخطوة جوهرية نحو تمثّل الإصلاح..

أما إذا رفضتم الحوار، ورأيتم الطائر عنزا ولو طار.. وكذبتم أملي بأنه مازالت لديكم ذرة من عقل، وبقية منطق تستحق هذه الرسالة والخطاب.. فعندها سأقول : اللهم قد بلّغت، ولم أرد إلا الإصلاح..

وستخاطب سلطة الإشراف النقابة ساخرة : لقد أصبحت مثل ضفدع بن ضفدعين، لا الماء تكدرين، ولا الشارب تمنعين..
وستغمس الجامعة العامة رأسها خجلا في الطين !..


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

علي المسعودي

عندما تولد الآلهة .. وتموت أيضا ..

علي المسعودي تحتاج الدولة الغاشمة إلى شعب مؤمن عند الطلب حتى يستمرّ كيانها،.. بل إنها …

علي المسعودي

بيـــــان الخـلـع …

علي المسعودي الجامعة العامة للتعليم الثانوي تنتحر كل يوم.. وفي كل يوم تقطع شريانا من …

اترك تعليق