حول نية الإتحاد المشاركة في الإنتخابات القادمة : ملاحظات أولية
مر إعلان الاتحاد على لسان أمينه العام في تجمع باردو ليوم 22 نوفمبر عن نيته المشاركة في الاستحقاق الانتخابي القادم مرور الكرام. وربما شوشت عليه رعونة الرئيس العجوز في استدعاء المنشار واستعجال طرح مشروع الميراث في جو من التوتر السياسي والاجتماعي الذي لا يفتح على حوار ولا يضمن وفاقا.
لا يبدو إعلان الاتحاد مفاجئا لمتابع لتطور الخطاب حول التوازن السياسي في تونس. ربما سقط الرهان على حزب النداء كقوة توازن محتملة أو متخيلة أو منشودة. وربما أثار انشطاره الهواجس القديمة لا من تغول النهضة بل من بقائها في المشهد. ولقد ظهر منذ مدة رهان على الاتحاد كقوة توازن سياسي داخل الدولة لا خارجها وكبديل لا كشريك. لم يتأخر الإعلان اذا عن تحول الرهان إلى برنامج. وفي ذلك ربما رغبة في استنساخ تجربة نقابة تضامن البولونية.
دون استعجال الحكم على الفكرة.. قد لا تبدو الفكرة بعيدة بالمطلق عن فكرة استدعاء الجيش لتسلم الحكم ومحاصرة الفوضى ولا أقول انقلابا. ومن المهم التذكير بأن الاتحاد وان حول الفكرة إلى انخراط رسمي في الإنتخابات القادمة سيحصد أصوات الملتفين حوله والأحزاب التي تختطفه بمعنى آخر هو سيأخذ أصوات الجبهة الشعبية وبواقي النداء وحركة الشعب وآخرون وربما قسما من الرصيد الانتخابي للنهضة. إن حصل ذلك سيفوت ذاك على هذه الأحزاب فرصة التدارك السياسي وبناء هياكل وماكنة حزبية مستقرة.
وربما كان المطلوب لبراليا دفع الاتحاد للمشاركة الواسعة في الحكم وجره الى التنازلات استدعاءا للاستقرار كما تفعل النهضة اليوم بشكل ما. وأهم هذه التنازلات خفض سقف الخطاب وتبني واقعية سياسية براغماتية تكون المعارضة في حل من كلفتها.