زيارة وليّ العهد السعودي هي الزيارة الخطأ.. من الرجل الخطأ.. إلى الرجل الخطأ..

عبد اللّطيف درباله

زيارة وليّ العهد السعودي الرسميّة اليوم إلى تونس هي الزيارة الخطأ.. من الرجل الخطأ.. إلى الرجل الخطأ.. في المكان الخطأ.. وفي الزمان الخطأ..!!!

إنّها زيارة الشخص غير المناسب (الأمير محمّد بن سلمان الذي يتزعّم حملة غير مسبوقة في السعودية لاعتقال كلّ من يملك رأيا أو موقفا معارضا له.. سواء من رجال الفكر أو الدين أو الإعلام أو الأعمال أو العائلة الحاكمة أو غيرهم.. والذي تحوم حوله أيضا شبهات قويّة عن إمكانيّة تورطّه في اغتيال جمال خاشقجي)..!!
إلى الرجل غير المناسب (رئيس الجمهوريّة الباجي قايد السبسي أحد أركان الأنظمة الديكتاتوريّة السابقة في تونس.. والذي لم يستوعب بعد ثمانية سنوات كاملة معنى وروح الثورة والتغيير الديمقراطي في البلاد.. والذي يعرف أنّ النظام السعودي لم يهتمّ أبدا بمساعدة تونس منذ الثورة.. ولم يتمنّى بتاتا نجاحها.. وأنّه يحمي ديكتاتورها الأسبق زين العابدين بن علي ويستضيفه ويرفض تسليمه للعدالة في بلاده التي انتهك حقوق مواطنيها..)..!!
في المكان غير المناسب (الجمهوريّة التونسيّة قاطرة ورمز الثورة في البلدان العربيّة.. والتي أصبحت منذ 2011 بلدا ديمقراطيّا وتعدديّا وحرّا.. يتمتّع مواطنوه بحريّة الرأي والتعبير والإعلام والنشر..)..!!
في الزمان غير المناسب (مباشرة بعد إرتكاب جريمة اغتيال جمال خاشقجي الصحفي السعودي المعارض لوليّ العهد.. وذلك بالقنصليّة السعوديّة نفسها بإسطنبول.. وتقطيع جثّته بطريقة شنيعة.. واحتمالات تذويبها أو إتلافها لمحو أثر الجريمة المرعبة.. فقط من أجل آرائه وكتاباته المعارضة.. وفي وقت لا يزال التحقيق فيه غير مكتمل ولم تتّضح نتائجه النهائيّة بعد..)..!!

أهداف ومصالح محمّد بن سلمان.. وأهداف ومصالح الباجي قايد السبسي.. من هذه الزيارة.. هي مجرّد أهداف ومصالح ذاتيّة شخصيّة.. ولا علاقة لها لا بأهداف ولا بمصالح الشعب التونسي.. ولا الدولة التونسيّة..!!!
بل ولا علاقة لها حتّى بأهداف ومصالح الشعب السعودي نفسه..!!!

Exit mobile version