تتالت الأحداث في تونس قبل الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2019 التي فرضت نشأة كتلتين أساسيتين في المشهد السياسي بتونس مابعد الثورة: كتلة قرطاج بزعامة قايد السبسي وكتلة القصبة ومونبليزير بقيادة الشاهد والغنوشي.
حرب ناعمة بمراهقة سياسية ميزت المشهد التونسي قبل سنة الحسم، أسبابها لم تكن البتة الغيرة على تونس وأرضها بقدر ما كانت الحسابات السياسية ومقتضياتها، فأين تكمن تجليات هذه الحرب؟
1. على المستوى الوطني
تحليات الحرب الناعمة بين كتلتي قرطاج من جهة والقصبة ومونبليزير من جهة أخرى ظهرت في ثلاثة أحداث سياسية عرفتها تونس.
• التحوير الوزاري:
وذلك برفض قايد السبسي ومن ورائه نداء تونس لذلكم التحوير وإصرار الشاهد والغنوشي ومن ورائه حركة النهضة عليه وقد انتهى بخطاب أعلن فيه زعيم قرطاج رمي المنديل السياسي.
•• إضراب 22 نوفمبر:
وذلك بإقحام إتحاد الشغل في المعركة وإعلانه دخول معترك السياسة في تونس وما خلفه ذلك من تصادم غير معلن بين الشاهد ومسانديه من قادة الحمامة من جهة والطبوبي وبعض قيادات النخلة من جهة أخرى.
••• قانون المساواة في الميراث:
وهو مبادرة تشريعية رئاسية هدفها إحراج حركة النهضة ووضعها بين مطرقة المحافظة والمرجعية الإسلامية وسندان المساواة والحريات.
وهذا المعطى هو الأهم وهو القطرة التي ستفيض الكأس في الحرب الناعمة بين مونبليزير وحلفائها الجدد وقرطاج بشقوقها المختلفة بعد المصادقة الحكومية عليه وتمريره للبرلمان للتصويت عليه.
2. على المستوى الدولي
أهم تجل للحرب الباردة هو زيارة محمد بن سلمان لتونس والإختلاف حولها بين كتلة الإسلام السياسي ممثلة في حركة النهضة ومن ورائها محور تركيا وقطر وكذلك كتلة المال مجسدة في نداء تونس ومن ورائها السعودية والإمارات.
كلها تجليات لحرب باردة بين فرقاء لم يريدوا أن يجمعهم الوطن وقداسته وأصروا أن تفرقهم السياسة ونجاستها.
#بنسيدهم