لقد أثبت التعامل الإعلامي البائس مع حادثة مقتل خاشقجي، والصمت المريب عن خبر زيارة المجرم محمد بن سلمان -عرّاب مشروع القرن الصهيوني، عدو المرأة وحقوق الانسان- أنّ الوهابية الإعلامية (أتباع عبد الوهاب عبد الله) هم أكبر حلفاء الوهابية الفقهية (أتباع محمد بن عبد الوهاب) وذراع البترو دولار الضارب في بلاد “النمط المجتمعي التونسي” رغم كل الادعاءات الحداثية.
ولذلك فإن الالتقاء الموضوعي بين الوهابيتين رغم اختلاف المرجعية -التقاءهما في كره الثورات والانتخايات والحركات الإخوانية ومشاريع التحرر في مجرة درب اللبانة كلها – يجعل منهما الخطر الأكبر على مسار الانتقال الديمقراطي الهش، بل على بناء أي مجتمع يطمح إلى الإنعتاق من سلطة الداعية الحداثي (دعي الديمقراطية الحقيقية) والداعية الوهابي (دعي الإسلام الحق والفرقة الناجية).