ورطة أمريكا ترامب ينحاز للقاتل

نور الدين الغيلوفي

دونالد ترامب: قد يكون وليّ العهد السعوديّ أمر بقتل جمال خاشقجي وقد لا يكون فَعَلَ.. السعوديون يقولون إن خاشقجي كان يعادي دولتهم لأنه متعاطف مع الإخوان المسلمين.. علاقتنا بالسعودية علاقة استراتيجية.. والسعودية هي وليّ العهد محمّد بن سلمان الذي يقف في وجه إيران والإرهاب الإسلاميّ.. وهو الذي يضمن حقوق إسرائيل وحقوقنا.. لن نترك الصفقات للروس والصينيين..
ذلك مجمل موقف الرئيس الأمركي دونالد ترامب من جريمة اغتيال جمال خاشقجي.. أو آخر ما صدر من مواقفه التي لم تثبت بعدُ.

أمريكا في ورطة من جهتين:
جهة ترامب ومن يناصره.. الخشية من أن يتخلّى عنهم السعوديون في صورة معاقبتهم على الجريمة.. وذلك من شأنه أن يحرم أمريكا من ثروات هامّة من البترول السعودي الذي يجلس عليه وليّ العهد بعد أن سيطر على جميع المرافق ببلاده.. وأن تسقط صفقة القرن بعد أن حقّقت إسرائيل أهمّ اختراق لها في الجسم العربي بترويض ابن سلمان وضمّه إلى حلفها.. سقوط ابن سلمان خسران مبين بهذا الاعتبار وعودة إلى لحظة سابقة لا ضمان فيها للمشروع الأمريكي الصهيوني الذي بات الرئيس الأمريكي راعيا حصريا له.

من جهة القيم الأمريكية التي تنتصر للإنسان وحقوقه.. ففي السكوت عن جريمة وليّ العهد والتعامل معه باسم المصالح الأمريكية ورطة أخلاقية تهدّد الولايات المتّحدة الأمريكية التي تقود العالم باسم الحريات وحقوق الإنسان.. وقد أحسنت المهاجرة الصومالية المنتَخبة أخيرا نائبة بمجلس النواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي.. أحسنت التعبير حينما قالت: أمريكا لن تنجح في شراء بوصلة للأخلاق ولكنّ السعودية نجحت في شراء رئيس.. تقصد دونالد ترامب الذي صار معبّرا عن السعودية لدى بعض الأمريكيين أكثر من تعبيره عن أمريكا نفسها.

أمريكا في ورطة ورئيسها يوشك أن يوقعها في مأزق أخلاقيّ يهدّد كيانها خاصّة بعد أن أبدى استعداده للقاء وليّ العهد السعوديّ في الأرجنتين في الأيّام القادمة.
أمريكا باتت في ورطة فعلية بعد أن وجدت نفسها بين المصلحة والأخلاق.. ولن ينجح ترامب في الظفر بجهة دون خسران الجهة الأخرى…

Exit mobile version