الصبغة السياسية الواضحة لإضراب اليوم أعطت نتائج واضحة
أولها أن الشارع ليس بيد النقابة المسيسة وأن حاجة الناس المعيشية لا تنتهي عند كل من يثير غريزتهم المطلبية…
ثانيها أن أول من فهم ذلك هو الشاهد وحكومته ولذلك كان برودهم ظاهرا في التعامل مع الحدث وسيواصلون تجاهل النقابة حتى يدفعوها إلى مزيد من التصعيد المهلك لكل أرصدتها الرمزية والشعبية (المتبقية).
ثالثها أن النقابة لم يعد عندها خط رجعة إلى تفاوض محتمل.. لأنها استهلكت أهم أسلحتها الإضراب الواسع في أكثر القطاعات أهمية لديها… (من حيث عدد المنخرطين) لكن الخيبة ستولد مرارة كبيرة تنتج المزيد من التخريب النقابي القطاعي… (الإنفلات النقابي) الذي يستدعي عنف الدولة.. لخلق وضع الضحية.
رابعها أن الصفوف الإنتخابية لـ 2019 اتضحت… (الإصطفاف النهائي قبل 2019). سنجد حلف الشاهد وفيه النهضة والمشروع (خلطة عجيبة غير متناسقة حول فكرة ولكنها أكثر تماسكا لأنها في السلطة بعد). ومازال التحاق مكونات ندائية وارد جدا…
وحلف النقابة وفيها الباجي وابنه والجبهة والتيار والشعب… (قوائم مشتركة واردة جدا).
خلطة كثيرة المكونات لكن فيها جرثوم التنازع على المصلحة أكثر من حلف الشاهد بما يجعلها تلاقي مصير النداء الحالي (التفكك السريع)..
الصفان لا ينتجان بدائل حكم فعالة.. بما يدفع إلى المزيد من الإحباط في مسار إنحدار نحو كارثة وطنية…
رغم إنفضاض الجمع في سلام ديمقراطي إلا أن هذا الإصطفاف يحمل بذرة حرب أهلية…
(هاي مرشومة)