الجهل المركّب والخطاب ما دون الشعبوي يتصدران المشهد: بوغلاب والشفّي نموذجا
في محاورة بسيطة لم تدم أكثر من نصف ساعة بين وزير المالية السابق الياس الفخفاخ وسمير الشفي وبوغلاب على قناة التاسعة تكشف جانبا من نكبة البلاد.
وضّح الوزير أسباب الأزمة المالية الاقتصاديّة ، وتوقّف، باقتدار الخبير، عند مسار الأزمة المالية (التضخّم، التوريد العشوائي، الجباية والتداين وعجز الميزانيّة، وعجز الميزان التجاري)، وتأخّٰر الإصلاحات الأساسية من قبل الحكومات المتعاقبة، وذكّٰر الوزير بأحد أهم الإصلاحات الجبائية التي اتخذت في 2014 (الإتاوة). وانتهى إلى صعوبة الوضع الحالي الناتج عن إضاعة فرص كان بإمكان البلاد تفاديه أو على الأقل الحد من مضاعفاته، وإلى أنّٰ وضعنا أمام صندوق النقد الدولي ضعيف نتيجة هذا المسار نفسه. والنتيجة لا معنى للإضراب إلا زيادة توتير الوضع السياسي الاجتماعي المتوتر ونسف ما تبقى من فرص الاستثمار.
تحدّث الوزير حديث العارف، وكان كلامه مؤسسا على وجهة نظر أهل الاختصاص ومدعومة بأرقام ومعادلات من مجال المالية والاقتصاد، وأيّا كانت مقاربته فإن فيها ما يستحق الاحترام فضلا عما ترسمه من أمل التجاوز.
التافه محمد بوغلاب لم يترك الفرصة للتطاول الفارغ على الوزير عندما نبّه إلى أن بوغلاب وأمثاله كانوا من أسباب منع الإصلاحات بخطاب شعبوي لا يفهم في الشأن المالي والاقتصادي، ولكنه ينجح في إثارة غبار حول أي إصلاح باستسهال نعته بشتى النعوت.
والأكثر إثارة للاشمئزاز كان كلام “القيادي” سمير الشفي، فبالإضافة إلى عيّه وسطحيته، الرجل جاهل جهلا عميقا بأبجديات الأزمة المالية والاقتصادية التي تعرفها البلاد، وبالعملية الإنتاجية وأطرافها وبوضع الوظيفة العمومية، وبأبسط المعاني التي تعبر عن المعيشة وأحوالها…كان عاجزا عن الإقناع بمشروعية الإضراب (دعنا من القانونية) ومبرراته.
عباراته الخشبية كانت من أردأ أصناف اللغة الخشبية، لغة هي دون الشعبوية المذمومة… عبارات تكشف عن مأساة البلاد الحقيقية… مأساة أن يتصدر مثل الطبوبي والشفي ويفتوا في المسألة الاقتصادية والاجتماعية ومصلحة البلاد، ويقرروا مصيرها بخطاب بائس يؤسس للتخلف والرداءة والخراب…
لم نغفل عن أسباب الأزمة المتعددة، وعمقها ومسؤولية منظومة الحكم والسيستام والمافيا وصندوق النقد،،، إلى آخر الأسطوانة، ولكن مثل هؤلاء فاقوا كل جهل وكل ضحالة…
ندعو المافيا والسيستام إلى انتدابات أفضل لمرافعة أقل غثاثة عن أجنداتهم السياسية التي لا تخفى… وأفيد لغنائمهم المتجدِّدة…
شيء مقرف..