كل الذين دافعوا عن ولي العهد …
لازلنا نعتقد بأن السعودية هي دولة محورية وكبيرة ويعول عليها في الحفاظ على ما بقي من كرامة الأمة وعزتها إذا ما تم التعجيل بانقاذ البلاد من مفترق الطرق الحالي وعدم تركها ترتمي بالكامل في أحظان الاحتلال الاسرائيلي وتجار السلاح وبيع خدمات السراب عبر العالم. لا بد أن يكون الانقاذ عبر إرادة العقلاء والمصلحين من أبناء الوطن.
لقد تم تدمير مثلث القوة التاريخي العراق وسوريا ومصر واصبحوا بين خاضع للحماية أو لسلطة المليشيات والجماعات المسلحة أو متسول للمساعدات ومقايضا للمواقف في ظل غياب وتغييب شبه كامل للجامعة العربية.
إنه لأمر مؤلم أن تستمع للتاجر-الرئيس دونالد ترامب وهو يردد أرقام بمئات المليارات تجنيها بلاده في سبيل الحفاظ على الوضع القائم وحماية مصالحه الشخصية ومصالح صهره ومستشاره كوشنار وعائلته والمقربين منه على حساب العدالة والمبادئ وحقوق السعوديين والجيران وأصدقاء السعودية عبر العالم. لقد ردد ترامب مرارا بأن بلاده هي الحامية للنظام وقال متعاليا أنه على السلطات والملك السعودي مزيد الدفع لتتواصل الحماية له ولأسرته ونظامه وهذه الأيام يواصل ترامب المناورة من أجل تحسين شروط الصفقة والغريب أن صهره المعروف بولائه الشديد لاسرائيل والذي كان من أكبر المدافعين على ولي العهد السعودي توارى هذه الأيام عن الأنظار بعدما تزايدت المطالبات بالاستماع اليه ولشهادته في مقتل خاشقجي.
أصبح واضحا بأن المخابرات المركزية والكنغرس والشيوخ يضغطون باتجاه موقف يحافظ على مصالح أمريكا ولا يورطها في قضايا خطيرة وغير مسبوقة. وصف أعضاء الكنغرس لولي العهد السعودي بالرجل القاتل والخطير وبالمغامر والكاذب والغير عقلاني والمعتوه ومعول هدم ومدمر للمنطقة وغيرها من الصفات المدمرة هي من باب الضغط على ترامب لتغيير بعض السياسات وأيضا لغلق الباب أمام أي تعامل مستقبلي مع محمد بن سلمان وربما أيضا أخيه خالد من أي موقع كان.
كل الذين دافعوا عن ولي العهد محمد بن سلمان أو يسعون للتغطية أو لملمة الموضوع هم الان في أوضاع سيئة. فترامب وماكرون وتريزا ماي التي تتصدر بلادهم المراتب الثلاث الأولى في بيع السلاح للسعودية يعانون من أوضاع داخلية وتحديات كبيرة وبنيامين نتنياهو الذي يرى في بقاء ولي العهد مصلحة استراتيجية كبرى لأسرائيل يصارع من أجل بقاء حكومته المتطرفة والاماراتيون بدأوا بحصاد زرعهم في كل بلدان المنطقة وهم الان يحاولون النأي بأنفسهم بعدما بدأت تتكشف علاقات رجالهم بالجريمة أما النظامين المصري والبحريني فلا أحد يستمع اليهم ولا تذكر مواقفهم خارج بلدانهم أو في وسائل الإعلام السعودية.
الحل الوحيد الممكن هو إرادة داخلية سعودية لتغيير الوضع وتصحيح المسار والبدأ بالإصلاح الحقيقي.