ما بعد إغتيال خاشقجي لن يكون مثل ما قبله
جريمة إغتيال جمال خاشقجي شغلت العالم كما لم تشغله أي قضية أخرى في التاريخ المعاصر.
بل تفوقت من حيث إهتمام الناس على قضية إغتيال جون كينيدي رئيس أعظم دولة في العالم.
لاشك أن حسن إدارة الأتراك للقضية على طريقة مسلسلاتها هو الذي جعل التشويق كاملا بعد قرابة شهرين.
اعتمدت تركيا أسلوب القطرة قطرة في تسريب أطوار الجريمة وهي التي تملك كل التفاصيل منذ اليوم الأول.
بدأ الحديث عن القتل تم المنشار ثم التقطيع وحمل الرأس إلى السعودية ثم الإذابة في الأسيد ثم صور أدوات الجريمة مع حنكة ديبلوماسية وتسريبات إعلامية مدروسة كان للجزيرة فيها قصب السبق.
اللحظة الحاسمة لم تتورط فيها تركيا وهي توجيه الإتهام المباشر لولي العهد بل تركتها لوكالة الإستعلامات الأمريكية التي لا تملك السعودية أمامها إلا التسليم وإحناء الظهر.
لا شك أن تركيا أخذت بكل الأسباب المادية لتحقيق هذه الإدارة المثالية للقضية لكن ما كان العالم ليقف على بشاعة آل سعود لولا دعاء العلماء والمظلومين في سجونهم وأنات أطفال اليمن والقنابل تحرق أجسادهم.
ذكرت صحيفة لوموند في إحدى إفتتاحياتها أن ما بعد إغتيال خاشقجي لن يكون مثل ما قبله.
“وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا” صدق الله العظيم.