السيد عمّار عمروسية النائب عن الجبهة الشعبية ببرلمان الشعب كائن لا يليق بفصيل سياسيّ يحترم نفسه ولا يليق باليسار.. ولست أدري هل يفهم لليسار معنى، ولا أعلم نوع العلاقة بين عقله ولسانه..
هو رجل رديء بجميع معاني الرداءة قبيح بكلّ أشكال القبح.. وقبحه في ذاته وصفاته التي نراها من خطابه عندما يندفع بالكلام كثور هائج لا يحكمه عقل، لا من انتمائه الإيديولوجي ولا من نسبته السياسية.. هو ظاهرة صوتية مقرفة مثيرة للاشمئزاز منتجة للقبح.. يصدر عنه كلام يشبه القيح.. حين أسمعه يتحدّث وأقرأ في سُحنته وأشاهد انتفاخ أوداجه وألحظ ما يشي بتعكّر مزاجه أدرك كم كانت قبيحة دولتنا الوطنية تنتهي إلى إنتاج أشكاله.. ولكنني أحمد لها صناعتها القبح الذي نروّض أنفسنا على قبوله جزءا من مشهدنا الوطنيّ ونتدرّب على الرضا بثقافة المزيج.. وقد علّمنا الجاحظ من قديم الزمان أنّ من حكمة الكون امتزاج الخير بالشر.. ليس معنى ذلك أن النائب المحترم شرّ.. بل هو لا يرقى إلى منزلة الشر في الكون إذ الشرّ من لوازم الوجود ومقوّمات الميزان ولست أرى النائب المحترم لازما لشيء ولا معدّلًا لميزان…
لست معترضا على وجوده بالبرلمان وقد تعوّدنا على شخصيات فرجوية به منذ اللحظة التأسيسية ولكنّ السماع لقوله مضيعة للوقت ومفسدة للذوق ومَذهبة للمروءة..
لم يسؤني هجومه على رئيس الحكومة بالبرلمان.. فلا قداسة لحاكم عندي، ولا زعيقه.. فالزعيق في بلادنا وفير.. ولا هياجه.. فالهائجون كثير.. ولكنني استأت لمستواه الهابط لمّا عيّر زميلة له بكلام لا يليق بالبرلمانيين ولا بالبرلمان.. ظننته تقدّميا يؤمن بالحرية الشخصية وحسبته مدنيًّا قد علّموه أنّ الناس أحرار في أفعالهم وأقوالهم ما لم يتضرّر منهم غيرهم.. وخلته متحرّرا يفهم أنه ليس من حقّ أحد أن يهرسل أحدا بعيون التجسس والغيبة ولا أن يطارده بالتعيير.. ولكنّه، بما صرخ به، كشف عن عقلية رجعية متخلفة تعبّر عن إسفاف لا يليق بمجلس نوّاب الشعب في جمهورية الثورة…
ولو أنّ خصومه عرّفوه هو بالساطور القديم الذي كان يحمله في كلية الآداب يطارد به بعض مخالفيه لكان هو #متاعالساطور.. كما كانت ضحيته #متاعجربة.. وعندها لن نخرج من التنابز بالألقاب.. وقد نتحوّل فعلا من البرلمان إلى الحمّام كما، قالت، فتاة في مثل سنّ ابنته لم يراع فيها المقام فعيّرها بما لا يناسب مشيبا ولا يليق برجل..
علّموه اختيار كلماته واحترام مقامه…