ما بقي في ذاكرتي من أيّام قرطاج السينمائية
سنة 1986 فيلم Birdy للمخرج ألان باركر… أول دورة تابعتها مباشرة من شارع بورقيبة لمّا كان الشارع تُغطّيه الورود وتسكنه العصافير…
سنة 1988 فيلم عرس الجليل للمخرج الفلسطيني ميشال خليفي… لما كانت فلسطين قلب الأمة النابض والقضية الفلسطينية بوصلة الجميع.
سنة 2004 Dance in the Dark… فيلم دانماركي رائع.
كنّا نتابع الدورة وحسب ما تسمح به الإمكانيات (الفلوس) ندخل لفيلم أو اثنين… وبقية الوقت نعديه نتفرّج على les Affiches… ونقرأ ما يكتبه النقّاد.
الإختتام كان حدثا ثقافيا يحضره أبرز النقاد والمخرجين وكبار الممثلين… ونتابعه من خلف الشاشة… لم تكن الفرجة في show متاع الممثلات والممثلين ولكن في التحليل والكلام والكلاشات والحضور الركحي والجديد في التقنيات والموسيقى و..الخ.
اليوم تحوّل قطاع السنماء بشكل عام إلى سوق فيه السلع الأصيلة والسلع المُقلّدة… فيه الإبداع والإبتكار وفيه التقليد الأعمى وانعدام الفكرة… يحرّكه السياسي والمالي والأيديولوجي.
الأفلام التونسية: بعد فيلم السفراء للناصر القطاري وعزيزة لعبد اللطيف بن عمار بدأت مرحلة جديدة دشّنها النوري بو زيد بفيلم ريح السد ثم الحلفاوين وعصفور السطح وصمت القصور… مرحلة سينما “الجسد” و”الجنس”… في 2016 قلنا هناك الجديد مع فيلم زينب لا تحب الثلج للشابة كوثر بن هنية… لكن الثورة المضادة انتصرت وعدنا للتنميط واللاّ-فكرة.
هذه السنة هناك أفلام جديدة لكن أغلبها يدور حول “الإرهاب” و”الإسلام السياسي”…
السينماء التونسية مأمورة وتشتغل بالكوموند… لا إبداع ولا تجديد.
الوزارة تحكمها اللوبيات وتتحكّم في ميزانيات الدعم كمشة من المُتمعّشين والإنتهازيين…
نفس الوجوه منذ 1986… فريد بوغدير في الواجهة ومحمود بن محمود ونجيب عياد دائما في خلفية الصورة…
فيلم فتوى لمحمود بن محمود… التانيت الذهبي.
أحمد الحفيان: أفضل ممثل (أيضا في فيلم فتوى).
موضوع الفيلم: أب إبنه يموت في حادث دراجة ثمّ بالتحقيق يكتشف أن الحادثة خلفها جماعات تكفيرية وإرهاب ينتدب الشباب ويستعملهم…
وقتاش تمشي وجوه اللوح؟ ويعطوا فرصة لتدور دماء جديدة في السنماء التونسية.