تعود من جديد وبنفس التواتر والتوتّر “قضية الأساتذة” بين مطرقة النقابة وسندان المكتب التنفيذي للإتحاد شدّا وجذبا كما الأمس القريب عندما خرجنا بـ “لا شيء” و عاد الاتحاد بـ “خفيّ الطبّوبي” !!.. بدأ التلويح بالشكل الذي إنتهينا عنده، وهو مقاطعة إمتحانات الثلاثي الأوّل.. وهو قرار نقابي صادر عن الجامعة العامة الممثلة للقطاع !
وقبل البتّ في الأمر علينا أوّلا أن نقيّم ما حدث في السنة المنصرمة دون تشنّج ولا مزايدة ولا قراءة في النيّات! فأنا أعتقد -دون إغفال السياسي- أنّ النّقيب لسعد اليعقوبي كان مدافعا شرسا على منظوريه وخاض جولات رابحة من قبل..
يعلم الجميع أنّ قطاع التعليم الثانوي قد صعّد أشكاله النّضالية حتى بلغت حدّا إنكسر فيه وانتهى إلى هزيمة نكراء (لا تستحق اللفظة أن أضعها بين ظفرين !).. وحتّى لا أدخل في إلقاء المسؤوليات سأكتفي بالقول أنّ كلّ طرف له ضلع فيما حدث وليس أثقله موقف المركزية النقابية.. هذا أمر يطول فيه القول !
وما أعلمه ممّا تربيت عليه نقابيا هو أن يتحمّل الطرف النقابي مسؤوليته وتبعاتها ولا يعنيني في هذا الباب إلاّ “الجامعة العامة للتعليم” التي أنحاز إليها وعندي بها حرمة ! لو كنت مكان أعضائها وحدث أن قدّت مسارا نضاليا انتهى بي إلى عجز تام -وهذا هو الحال !- عن تحقيق مطالب هي بمثابة الرّهان، أوّل ما أفعل هو أن أقف بشجاعة القادة وأتلو إعتذاري بلا خجل ولا مواربة معترفا بأنّي أسأت تقدير الموقف أو الآليات أو التوقيت.. وأستتبع ذلك بتقديم إستقالتي أو إعلان الإنفصال الإداري والمالي عمّن إعتقدت أنّه خذلي (وليست هذه أول مرة، بل ها إنها تعيدها اليوم لتستقوي علينا من جديد !).. كنت أنتظر -وفي الحقيقة إنتظار الخائب !- أن تكون هذه الخطوة الشجاعة مدخلا للتشبّث بأعضاء الجامعة من جديد والإلتفاف حولها واستعادة نفسنا النضالي من جديد وقطع الطريق على عناصر الجذب التي تدفع للإبقاء على الحدّ الادني !
لم يقع هذا، وإن كنت أعلم أنّ اليعقوبي لا تنقصه الشجاعة، ولكن يبدو أنّ “تقاليد تحمّل المسؤوليات” لم تترسّخ بعد في العمل النقابي !.. فقد إكتفى الجماعة بـ “قميص الطبوبي” يعلّقون عليه ما أرادوا..
وبعد، أكون في هذا العام قد بلغت الثلاثين سنة من التعليم والإنخراط في النقابة ولم أخذل أبدا أي إضراب أو وقفة أو مسيرة.. ولن يكون هذا أبدا ولو وقفت وحدي مَضربا أو محتجّا فالعمل النقابي عندي يسبق أيّ موقف سياسي مهما كان ! لن أترك ورائي ما أخجل منه أو يخجل منه ولدي.. ولن أقول حتى إحالتي على شرف المهنة ” لا ” لأي تحرّك نقابي.. ولكن حتى يعلم أعضاء الجامعة أنّنا بقدر المبدئيّة فلسنا “قطيعا” بل نحن قطاع لو جهنّم صبّت على رأسه.. واقف !
ولكم بعد هذا أن تضعوا إستقالاتكم قبل بدأ التحرّك النقابي القادم.. وراهنوا بها.. !
“الخال عمار جماعي”