طال عمرك …

بشير العبيدي

#بالفلفل_الحار

رأيتُ، فيما يرى النّائم على أذنيْه، أَنّني كنتُ قاضياً في النّزاعات بين الدّول، فكلّفني الأمين العام للأمم المتذابحة أن أسافر إلى نجد والحجاز، أستطلع الخبر حول من قتل الكاتب جمال خاشقجي !

وصلتُ إلى المطار في حراسة طائرات أمريكيّة، ثمّ أخذوني إلى القاعة الشّرفية، ثمّ إلى قصر الخورنق في مدينة الملح. وهناك تذكّرتُ قول شاعرنا اليشكري :

وإذا سكرتُ فإنّني ربُّ الخورنق والسّدير
وإذا صحوتُ فإنّني ربّ الشّويهة والبعير !

ثمّ دخلتُ على قوم ما حسبتُ أن أرى مثلهم، كلّهم حياء وسكينة، كأنّهم المحجوبة في خدرها، تبدو عليهم التّقوى، ولا تسمع سوى قرع مرجان المسبحات في أيديهم !

سألتُ من ظننتُ أنّه رئيسهم : من أعطى الأمر بقتل جمال خاشقجي ؟!

قال : طال عمرك ما نعرف !

قلتُ : فإنّ الطيّب أردوغان وهو مثلكم لا يكذب، قال إنه مسؤول كبير جدّا لكنّه ليس خادم الحرمين، فمن يكون مسؤول دونه؟

قال : طال عمرك ! ما فيه مسؤول كبير جدّا غير خادم الحرمين الشريفين، وهو لم يأمر بالقتل !

قلتُ : صدقت ! لكن قيل أنّه شخص في مقتبل العمر سجن الأمراء والعلماء وذاع صيته على الألسن وفِي المجلات الأمريكية وتعرفه إيفانكا الجميلة؟

قال : طال عمرك، ما فيه عندنا بهذه المواصفات ! ما نعرف من قتل ولا أين الجثة، هؤلاء مارقون خرجوا من الحجاز عن أمر الحاكم فهم خوارج جدد…

قلتُ : ما أكثر هؤلاء الخوارج عندكم ! يا سيّدي … أمري إلى الله سأعود إلى الأمين العام للأمم المتذابحة بتقرير أكتب له فيه : طال عمرك، الطيب أردوغان يكذب. ما فيه مسؤول غير الملك هنا. وهو بريء من دم جمال خاشقجي !

ثمّ أضفتُ: سيّدي : أريد أن أستغلّ الفرصة وأذهب إلى مكة معتمرا، ولكن أرجو إخفاء الأمر عن الإعلام، خشية أن يتهموني بالتطرّف!

فقال مخاطبي : طال عمرك! تفضل في حماية خادم الحرمين … بشرط !

قلتُ : وما الشرط؟

قال : تدعو لأميرنا !

قلتُ : نعم أدعو للملك!

قال : ومع الملك تدعو لأميرنا بالتمكين!

قلت : من أميركم؟

قال : ولي العهد مكّنه الله!

قلت : طال عمرك ما أعرفه !

قال : هو أشهر من جبل فوقه نار!

قلتُ : طال عمرك ! ما سمعتُ به قطّ !

قال : لقد شاع خبره عند الفسابكة، بعضهم يسميه إم بيأس، وبعضهم يلقّبه بأبي منشار !

قلتُ : طال عمرك والله ما عرفته !

قال : اسأل عنه الطيب أردوغان !

قلتُ : طال عمرك ! الطيب أردوغان يكذب!

✍🏽 #بشير_العبيدي | صفر 1440 | كَلِمةٌ تَدْفَعُ ألَمًا وكَلِمةٌ تَصْنَعُ أمَلًا |

Exit mobile version