صباح لفلسطين
عزف الهتيكفا، النشيد الرسمي للحركة الصهيونية، على أرض الإمارات أمر يدعو أصحاب نظريّة “الربيع العبري” إلى إعادة النظر في ادّعاءاتهم. فيبدو أنّ هذا “العبري” سينطلق من هناك حيث ينتقل التطبيع تدريجيّا من السرّ إلى العلن. إنّه خريف التطبيع.
بعض هذه البلدان الخليجية المطبّعة تشهد كثير من الأحداث على أنّها سعت بالمال وبالسّلاح وبالاغتيالات وبالانقلاب إلى وأد الثورات العربية وإلى تشويهها والانحراف بها عن وجهتها للقضاء على مدّها العنيف والمخيف الذي قد يعصف بعروش كثيرة. مقابل ذلك، تطبّع مع الكيان الصهيوني وتمدّ “جسور التعاون” وحبال المودّة. أليست هذه المفارقة كفيلة بوأد “النظرية” ونقض الادّعاءات؟
لقد كان للثورات رائحة التوق إلى الحريّة والدّيمقراطيّة بعد أن ملّت الشّعوب قهر الأنظمة الشموليّة، رائحة الحلم بتحرير فلسطين، ولم تخل الشعارات التي رفعت آنذاك من حضور قويّ لفلسطين. كان حلم الشعوب كبيرا وطاغيا. لكنّ سرعة الاحتواء والتوجيه والانحراف عطّل الأمل العربي وغذّي الأمل الصهيوني.
نشيد الهتيكفا يسمّى: الأمل. ويقول النشيدّ:
طالما في القلب تكمن،
نفس يهودية تتوق،
وللأمام نحو الشرق،
عين تنظر إلى صهيون
أملنا لم يضع بعد،
أمل عمره ألفا سنة،
أن نكون أمّة حرّة في بلادنا،
بلاد صهيون وأورشليم القدس.
كلماته تؤكّد شساعة المشروع الصّهيوني الذي لن يوقفه حدّ، وسيتساقط العرب الواحد تلو الآخر في الحضن الصهيوني، وستظلّ الشعوب وحدها تحمل الأمل العربي الأخير، لألف سنة قادمة أيضا.