من ينقذنا من هذه البرامج ؟!
لا شك أن الكثير قد أصبحوا يشعرون “بالإرهاق النفسي” حين يتابعون في كل ليلة تقريبا البرامج السياسية الحوارية (في القنوات التلفزية التونسية أو في بعض الإذاعات الخاصة) ، وربما يشاطرني البعض الرأي في أن هذه البرامج كانت في أول فترات الثورة تخفف من حدة التوتر عندما كانت تطرح مواضيع مطلوبة وتفتح في نقاشها الحوار بين أطراف مختلفة ومتنوعة. لكن علينا أن نلاحظ أنه رغم توسع دائرة البرامج الحوارية (بتوسع القنوات) فقد ضاقت -منذ فترة- بشكل يؤدي إلى الإختناق فرص التنوع والعمق لتنقلب المادة المعروضة إلى سلعة دعائية مسطحة (في اتجاه واحد) !.
وإضافة لذلك فإن هذه البرامج -التي وصلت إلى حد الإبتذال- قد فرضت علينا (نحن متابعي الإعلام العمومي والخاص) وجوها من المقدمين والمعلقين والضيوف التي بدأت منذ مدة تشيع بيننا مشاعر الرتابة والتأفف والتقزز! .
ولا يخفى عن كل متابع ما تتحمله أعصابنا من الحديث المكرر والمغالطات والخطاب الموجه (الذي يصدر من المشرفين على البرامج قبل ضيوفها) فضلا عما نكابده (وإن كنا غير مضطرين إلى ذلك) من “صراخ” بعض المعلقين وادعائهم وجهالة المقدمين وتفاهة الموضوعات !.