مجاميع الفواحش أو أولئك الذين احترفوا إقامة -المنادب- في دكاكين إعلام العار والهانة، حانقين، موتورين مصفرّي الوجوه كلّما كان الأمر يتعلّق بما ينفع البلاد والعباد أو ينتصر لهويّة الشّعب ودينه وقيمه وثقافته، أيضا أولئك المتمترسين وراء صفحات مواقع المجاري والذين يسوّدون ويخوّفون ويحبطون ويبنون من الحبّة قبّة من أقلام السّوء والمفاسد للصحافة الصفراء، ومعهم إذاعات -الهشّك بشّك- ومثلهم ومعهم أولئك الذين جاءت بهم رياح الثورة والتوافقات والمقايضات من بعض السياسيين الذين اجتمعوا على ذات الفعل ونفس التوجه فهم يساندون ويشايعون إخوانهم في الفحش للتملص من قيود الهوية والدين والدعوة إلى التغريب الموحش والحداثة المشوهة…
مجاميع توحّدت على محاربة دين الله وتفتيت الهويّة وتغييب الإنتماء الجغرافي والتاريخي، كلّهم وإن اختلفت أسماؤهم وأمكنتهم ورتبهم الإجتماعيّة، هم في مفاصل الثقافة والإعلام والتعليم وكذلك مزروعين في المشهد السياسي لا فعل لهم إلا الفساد والإفساد والتشكيك و التشليك والتغريب لأنّهم لا يتقنون إلا هذا الصنيع وهم على ذلك يؤجرون.
بعيدا، بعيدا عن واقع العمق الشعبي وفي انفصام حاد هم يدمنون كل ما شذّ وأنكرته الطبائع البشرية القويمة، في غوغائيّة تتجه دوما إلى بطْر (الحقيقة) ومحاربة القيم والأخلاق والدّين، أرجلهم في الوطن، يعيشون في الوطن لكن تفكيرهم وما يقدمون بعيد جدا عن هذا الوطن، بعيد عن دينه وقيمه وتراثه وبعيد عن ما يحلم به أبناء هذا الوطن ويتوقون إليه، بعيد عن وطن جامع نافع بلا فوارق ولا ضغائن، بلا استئصال ولا إقصاء…